يزيد حبّي لكِ في شهر رمضان أكثر من غيره،
بالذات في النهار أكثر من الليل،
حين أكون صائمًا وصفوة مزاجي روحانية بمشاعر الإيمان.
بقربكِ يغدو الصوم طقسًا بهيجًا،
وأصير قانتًا جدًّا،
وتتغشّاني رغباتُ ابتهالاتٍ نبيلة.
منذُ أول ساعة بعد صلاة العصر،
تنفلق بذرة الإيمان بين أضلعي،
بالذات في اللحظة التي تدلفين خلالها المطبخ،
تقفين لوهلة شاردة تفكّرين بأي وجبة تبدأين العمل على إعدادها،
وخديك مرتخيَين أثر النوم،
وحول عينيكِ امتلاءٌ دَسِم يزيدكِ فتنة وبهاء.
تشمّرين أكمام قميصكِ عن ساعديك،
ثم تعصبين فلول شعرك عن كتفيكِ يا حلوة،
وأنا أمامكِ أتأمُّل تكتيك مهاراتكِ خطوة خطوة،
هأنتِ مثل نحلة نشيطة تتنقّلين في زوايا المطبخ،
أستمر بالنظر إليكِ بإعجابٍ شديد وأنتِ منهمكة بمشاغلك،
تمرقيني بنظرة خاطفة،
فتنبلجُ على شفتيكِ ابتسامة ساحرة،
تسارعين بإخفائها بكفّك وأنت تستديرين نصف استدارة إلى الجانب الآخر،
حينها ينشرحُ صدري مثل معبدٍ مأهول بالتسابيح،
فأضع كفي علىيه تفاديًا أن يسقط قلبي.
تواصلين عملكِ الدؤوب يا امرأةً وقد خلختني أنوثتك،
أراقب أصابعكِ المبللة وأنتِ تغمسيها ضمن مكوّنات وجباتي المُفضَّلة،
أخاف على كفيك أن يمسسهما لهبٌ أو حَر،
أخشى على أصابعِكِ أن يجرحمها سكّينٌ أرعن،
انتبهي يا حبيبتي،
إن أصابكِ شيء ستتعكّر صفوة مزاجي.
قبيل موعد الإفطار تجهّزين المائدة،
أكون قد فرشتُ أهدابي أمام حسنكِ عاشقًا،
ترتّبين الأواني إناءً إناءً تتثنّين طراوةً وليونة،
تخلصين إلى اعتدالِكِ في جلوسكِ أمامي وقد ألنتِ صلابتي إلى عاطفةٍ طيّعة.
يؤذّن فتمدّي إليَّ بالتمرات،
وأشربُ من يديكِ الماء،
وأتناول من كل ما طبختِ أصنافًا من الأطعمة،
فأشتهيكِ إلى أن أنثني ولهًا.
أرمقكِ بنظرتي وابتسامتي الماكرتَين،
فتصيرين أشهى من أي طبقٍ،
وألذ من مذاق التمرة،
فأتمنى لو لعينَيَّ فَمٌ يقضِّمكِ بشراهةِ صائم.