تَسَحَّرتُ مَاذَا؟! أُمُنِيَاتٍ وَدَمعَةً
وَشَربَةَ مَاءٍ، مِنْ يَدِ الوَقتِ، ظَمآنَةْ
وَصَلَّيتُ بَعدَ الفَجرِ حَتَّى تَفَطَّرَتْ
شِغَافُ الضُّحَى، وَاستَشعَرَ القَلبُ إِيمَانَهْ
وَمَرَّت سَحَابَاتٌ عَلَى الرُّوحِ، وَالمَدَى
يُقَلِّبُ فِيْ عَينَيَّ -لِلخَلقِ- أَزمَانَهْ
وَمِن شَاهِقٍ لِلقَهرِ، طَارَتْ جَنَازَةٌ
بَدَا أنَّهَا حُلمٌ يُشَيِّعُ جُثمَانَهْ
وَطَيرٌ عَلَى تَنهِيدَتِي حَطَّ، نَاظِرًا
سُلَيمَانَهُ بَينَ الضُّلُوعِ وَلُقمَانَهْ
يُنَقِّرُ صَدرِيْ كَيْ أَبُوحَ.. وَدَاخِلِي
كُهُولَةُ حِرمَانٍ يُقَشِّرُ كِتمَانَهْ
كَأنَّ اغتِرَابِيْ جَاذِبِيَّةُ حِكمَةٍ
وَكُلَّ أَسًى فِي هَذِهِ الأرضِ رُمَّانَةْ
لَقَدْ أَدمَنَ التَّشرِيدُ أَنفَاسَ رِحلَتِي
مَتَى يَترُكُ التَّشرِيدُ -يَا رَبُّ- إِدمَانَهْ؟!
وَإِذْ غَرَبَتْ، وَالجُوعُ يَشوِيْ جَوَارِحِي
بَكَيتُ، وَنَفسِي بِالتَّشَهِّيَ هَيمَانَةْ
مَدَدتُ يَدِي، يَا رَحمَةَ اللَّهِ: عَجِّلِيْ
بِكِسرَةِ خُبزٍ، يَحمَد الصَّومُ رَحمَانَهْ
وَأَفطَرتُ شَيئًا مِنْ حَنِينٍ، مَرَارَةً
وَيُتمًا يَرَى صَنعَاءَ تَعجِنُ حِرمَانَهْ