يطفئون النار بالنارِ/ بقلم:ابن الطويل باعبّاد

هم هاهنا يطفئون النار بالنارِ
ويكتوون ولا يدرون ما الجاري

ناموا على الجمر، حتى أنها اتقدت
أشواقهم، فاكتووا في جمر تيارِ ….

كأنهم خلقوا من غير أفئدةٍ
لذا يذوبون في ألحان مزمارِ

فلا تسل أين هم، هم بين مفتَقَدٍ
وفاقدٍ هاهنا تبكيه أشعاري….

سيرجعون ولا يدرون كيف نمت
جراحهم إذ تنامت دون إنذار

ويرجعون بلا أوطان،،
تحملهم أوجاعهم،
هكذا هم مثل أقداري………..

ويرجعون…..على أكبادهم هطلت
سحابة البؤس في ألوان أمطار

ويرجعون وفي أنفاسهم وجع
تنفسوه وهم يصلون قيثاري

ويرجعون ووحدي لا أزال بهم
أدور في لجة المنفى بأضراري

كأنني نصف هذا الكون أمنية
وأدمعي فوق خدي مثل إعصارِ

سأنفث الحسن من سم الخياط وفي
أضالعي ألف هم ضرب مليارِ

وأسأل الموتة المليار كيف طغت
وأصبحت تتسامى خلف آثاري

وأسقطُ الليلة الظلما، أُذوِّبُها
براحتيّ على أنغام أوتاري

وأقرأ الآية المليون من وجعي
مرتلا حزنها في شرفة الدارِ

وأذرف الدمعة الحرّى التي نسفت
صدري، كأيّ غريب عاش أعذاري

وأطلب السكرة الـ غبنا بها زمنا
ولم تنل من دمانا أي قنطارِ

ولا أقول لها إلا، ولدت لنا
ألا نبيع وربي وحده الشاري…..

نحن الذين حملنا فوق طاقتنا
حزناً، وذقنا الأسى حلوا بإصرارِ

وصاحبتنا بنات الدهر ما بقيت
أنفاسنا هاهنا في ظلمة الغارِ

وأذّنت في يدينا المهلكات ضحى
ولم تكن تعترينا دون إشعارِ

وحاربتنا دروب الأمنيات ولم
نأخذ من الوجد إلا كل أخطارِ

ومزقتنا جميع النائبات لذا
بالصبر في العيش كنا مثل صبارِ

حياتنا هكذا همٌ على نكد
نسير حيث الأماني تهلك الساري

وحينما النار تطغى نحن نطفؤها
بالذكرِ، لا شيء خيرٌ منك أذكاري

نحن الذين إذا ما الحزن جاء لنا
نقول للروح إنّا في يد الباري

فلا يظنون أنَّا مثلهم أبداً
من يطفؤون هناك النار بالنارِ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!