آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
أرقٌ.. وروحي للهوى عطشى
أخشى مثالبه ولا أخشى..
أرق.. وكل قواربي انكسرت
والريح تنهش أضلعي نهشا
أرق يعرقل خطوتي وغدي
يمتد حول منازلي وحشا
أرق وبوصلتي معطلة
ويد الجهات تغشني غشا
أمشي ولا أدري بآخرتي
لحضارة مجهولة الممشى
والموت عن وجعي يسائلني
ويلوح طالعه معي كرشا
ويخالني بحرا لسطوته
ليغوص تحت مواجعي قرشا
أرق وهذي الدرب يقتلني
في كل مفترق أرى وبشا
وأرى جراح الخلق قبّرةً
تحبو وأوجاعي لها عشا
فكأنني قد جئت معجزة
لأكون أول هالك بشا
أرق وليس معي سوى أرق
يرتادني ومصائب طَرشا
ومعي جياع ينظرون يدي
وأعود لا خبزا.. ولا قرشا
ومعي هوى سمراء يخنقني
جدا وكنت لنارها قشا
أرقي بلاد جاع ساكنها
وقصيدة لا تجهل النعشا
تشتاقني إن غبت ثانية
وتهيج لو رعشت غدي رعشا
وأحبها وأحب سطوتها
وأحب فيها العين والرمشا
وجميلة في الباب واقفة
رسم المساء بخدها نمشا
عسلية العينين قاتلة
عنها مواويل الجوى تفشى
أعطى الدجى يوماً ظفائرها
وحبى الصباح جمالها الورشا
ولثمت وردا في حدائقها
من شم طيب عبيره نشَّى
وودت لو جاءت معذبتي
لنقشت في دمها الهوى نقشا
ووددت لو أني أقبلها
لأرش أضلاعي بها رشا
وأذوق يوماً من سلافتها
وأذوق لا دينا ولا فحشا
لكنها كشفت سريرتها
ولوت علي كحية رقشا
نفثت بعيني السم وارتحلت
وبقيت في ليل الهوى أعشى
