إذَا عُدْنَا إلَى الزَّمَنِ الجَمِيْلِ
وَعرجنا على العَصْرِ الرَّسُوْلِي
وَعَاصِمَةُ الثَّقَافَةِ فِي رَخَاءٍ
وَمَنْ بِثَرَاءِ مُلْهِمَةِ(الفُضُولِ)
تَفِيْضُ مَحَبَّةً وَتَجُوْدُ عِلْمًا
رَوَافِدُهَا تُضَارِعُ (١٠٠٠)نِيْلِ
فَتُعْطِي المَشْهَدَ العَلميَّ زَخْمًا
وَتُثْرِي العَقْلَ جِيْلًا بَعْدَ جِيْلِ
فَلَيْسَ الفَقْرُ فِي مَالٍ وَجَاهٍ
بَلِ الإفْلَاسُ إفْلَاسُ العُقُوْلِ
أَكَادُ أَرَى الجُمُوْعَ بِـ(بِئْرِ بَاشَا)
وَأسْمَعُ صَوْتَ حَمْحَمَةِ الخُيُوْلِ
وَ(إسْمَاعِيْلُ)بِالثَّوْبِ المُوَشَّى
يلوح كأنه شَمْسُ الأَصِيْلِ
أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ بِكُلِّ فَخْرٍ
مَهِيْبًا بالتَّوَاضُعِ وَالمُثُوْلِ
تُرَفْرِفُ فَوْقَهُ الرَّايَاتُ شَوْقًا
وَيُضْرَبُ بِالدُّفُوْفِ وًبِالطُّبٌوْلِ
وَأقْبَلَتِ المَوَاكِبُ مِنْ(زَبِيْدٍ)
وَ(مَجْدُ الدِّيْنِ)يَرْفُلُ فِي ذُهُوْلِ
وَمُعْجَمُهُ(المُحِيْطُ)عَلَى مَحَفٍّ
بِصَحْنِ التٌّبْرِ فِي عَرْضٍ مًهُوْلِ
وَقَدْ نَزَلَ الأمِيْرُ لَهُ احْتِرَامًا
يسطر مجد تاريخ بطولي
عَلَى خَجَلٍ كـتَلْمِيْذٍ نَجِيْبٍ
يُقَبِّلُ رَأْسَ أُسْتَاذٍ جَلِيْلِ
هُنَا فَخْرُ المُلُوْكِ وَقَدْ تَبَارَوْا
لِوَضْعِ(مَدَامِكِ)المَجْدِ الأَثِيْلِ
وَشَادُوا للمَعَارِفِ كُلَّ شَمْسٍ
وَلَيْسَ لِمَا بَنَوا سِمَةُ الأَفُوْلِ
وَتِلْكَ(الأَشْرَفِيَّةُ)فِي سُطُوعٍ
وَهَلْ بَعْدَ التَّوَهًّجِ مِنْ دَلِيْلِ؟
وَرَايَاتُ(المُظَفَّرِ)فِي(ظُفَارٍ)
وَيَأتِيْهُ الخَرَاجُ مِنَ(الخَلِيْلِ)
وَيَلهَجُ مُسْلِمِو(الصِّيْنِ)جَهْرًا
لَهُ بِالحَمْدِ وَالشُّكْرِ الجَزِيْلِ
تَوَحَّدَتِ الجَزِيْرَةُ فِي كَيَانٍ
عَظِيْمِ الشَّأنِ فِي زَمَنِ الفُلُوْلِ
سَلَامُ اللّهِ يَا (تَعِزَ ) المَعَالِي
وَيَا رَمْزَ الصُّمُوْدِ المُسْتَحِيْلِ
تِتَارُ الأَمْسِ قَدْ عَادُوا حَدِيْثًا
وَنَالُوْا مِنْكِ – حِقْدًا – كُلَّ نَيْلِ
وَلَيْسَتْ أُمَّةٌ فِي الكَوْنِ أغبى
وَلَا أَخْوَى عُقُولًا كَـالمَغُوْلِِ
لِأَنّـكِ عُرْسُنَا الأَبَدِيُّ ضَاقُوا
وَمَا أَدْرَاكِ مَا (فكْدُ)العَذُوْلِ
أَبَغْدَادُ السَّعِيْدَةُ لَنْ يَمُرُّوا
هُنَا أيْلُوْلُ كَالسَّيْفِ الصَّقِيْلِ
هنا(أيوب)يملؤنا حماسا
ملاحمة أناشيد الحقولِ
يُرَتِّلُ مِنْ خَرِيْرِ المَاءِ لحنا
وَمِنُ نُوْحِ الحَمَائِمِ وَالهَدِيْلِ
عُدَيْنَةُ وَالمَدَى جَنَّاتُ عَدْنٍ
وَأَنْتِ أَمِيْرَةُ(الصَّبْرِ)الجَمِيْلِ
يُصَلِّي العِشْقُ نَافِلَةً وَفَرْضًا
عَلَيْكِ وَبَاتَ فِي سَبَحٍ طَوِيْلِ
جَمَالُكِ آيَةٌ فِي الحُب تُتْلَى
بِمِحْرَابِ المَوَاسِمِ وَالفُصُوْلِ
فُتِنْتُ بِهَا وَلَكِنْ ظَلَّ قَلْبِي
هُنَالِكَ حَيْثُ غَابَاتِ النَّخِيْلِ
هٌنَالِكَ حَيْثُ يَصْحُو الفُلُّ لَيْلًا
عَلَى أنْغَامِ إنْشَادِ ( الشَّلِيْلِ )
فَتَهْتَزُّ الجُبَاهُ السُّمْرُ عِشْقًا
لِصَوْتِ(ابْنِ الحَبِيْبِ)أوِ(الهَلِيْلِ)
تُهَامَةُ.. جَنَّةُ البُسَطَاءِ أهلِي
تُهَامَةُ.. مَرْتَعُ الظَّبْيِ الكَحِيْلِ
تُهَامَةُ .. آيَةٌ أُخْرَى وَكُبْرَى
تُهَامَةُ.. تِلْكَ لُؤْلُؤَةُ السُّهُوْلِ
لِعَيْنَيْهَا رَضِيْتُ المَوْتَ حُبًّا
وَلَنْ أرْضَى بِأنْصَافِ الحُلُولِ
حَيَاةُ المَرْءِ حُرًّا فِي كَفَافٍ
لَخَيْرٌ مِنْ غِنَى النَّذْلِ الذَّلِيْلِ
فَعِشْ بِشُمُوخِ رَأسٍ لَا تُبَالِي
فَشَرُّ العَيْشِ عَيْشٌ كالذُّيُولِ