وجودية تناصية في حوار افتراضي/ بقلم:محمد مجيد حسين

الإطار المنهجي
يمكن تحليل هذا النص في ضوء نقد ما بعد الحداثة وضمن أفق التحليل الوجودي-التناصي حيث يتداخل الحضور الذاتي للمؤلف مع شخوص من ذاكرة الأدب العالمي في مشهد حواري يتخذ شكل مونودراما داخلية.
البنية والأسلوب:
بنية سردية مفتوحة تتخذ شكل حوار داخلي مجزأ، يقترب من المسرحة الذهنية/الشعرية…
النص لا يسير وفق تسلسل منطقي تقليدي بل يعتمد على تفكيك النسق السببي وهي سمة ما بعد حداثية…
التناص Intertextuality

يستدعي النص ثلاث شخصيات رمزية: بيكيت و كافكا و دوستويفسكي وكل منهم يحمل بصوته الفلسفي المعروف:
بيكيت: عبث المعنى.
كافكا: القلق الوجودي.
دوستويفسكي: الجذور النفسية-الإلهية للمعاناة.
هذا التوظيف ليس استدعاء زخرفياً بل يخدم تطور الأسئلة الداخلية للنص: “لماذا نكتب؟”، “ما جدوى الصمت؟”، “ما العلاقة بين الاسم والهوية؟”
الدلالة الوجودية
الذات المتكلمة تعاني من اغتراب داخلي، فتستحضر رموز الفكر والقلق لتصوغ حواراً مع نفسها…
الجملة المركزية: “ربما في صمتها حفنة من الزبيب، مخصص لي، ولي وحدي” تعبر عن نزعة خلاص فردي وسط خراب رمزي ..
النهاية، بصمتها المكثف تحيل إلى استحالة الإجابة. الصمت هنا نقطة اكتمال دلالي لا فراغ…
وبالتالي فإن النص وجودي-تناصي يتكئ على شخصيات رمزية لصياغة حوار داخلي حول الاغتراب و الصمت والهوية. يتميز ببنية مفتوحة، وتكثيف لغوي رفيع، ويقترح مساحة تأمل عميقة في سؤال “الكتابة من أجل من؟ ولماذا؟”
إنجاز فاطمة عبدالله
لنقرأ النص معاً
النص :
سأسميكِ مي
حوار افتراضي
صامويل بيكيت
لماذا تكتب لها
أجيب ثمة دافع أخلاقي
بيكيت أظن أن الحقيقة هنا ناقصة..
يتدخل كافكا
مدافعاً عني
هو كافكاوي
ربما يكتب لها هربا من القلق الوجودي المستفحل..
ألتزم الصمت
بيكيت لكنها صامتة
أجيب ربما في صمتها
ثمة حفنة من الزبيب
مخصص لي
ولي وحدي
أدعو دوستوفيسكي
لمائدة النقاش
يصمت ويمعن النظر
في عيوني
أنتما من ذات المنشأ النفسي
ولكن الآلهة أخطأت..
يعود بيكيت
أنت لا يروق لك اسمك
وهي أيضاً…
لا يعجبها اسمها…
وما بينكما جدارٌ من الأسماء الخاطئة.
و…
(يصمت.)
الصمت هذه المرة
أكثر امتلاءً من الكلام..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!