رداً على عائشة المحرابي
يا منْ صدى صوتُكِ، أيقظَ في الروحِ سُكُونْ
فأنا رغدُ اليمانيِّ، منْ عُمقِ الأرضِ، أردُّ العُيُونْ
سمعتُ ندائكِ، في صيفِ الغضبِ يجلجلُ
تَشقِّينَ صمتَ الدُجى، والليلُ بظلِّهِ يتثاقلُ
نعمْ، هوَ صوتُنا الهادرُ، لا يخشى ظُلمَ الظالِمينْ
نطقَ الجوعُ، وصاحَ القهرُ: “لا وصايةَ بعدَ اليومِ المُبينْ!”
تلكَ الأجراسُ التي قرعتْ، هيَ نبضُ قلبِ اليمنْ
والريحُ التي تئنُّ، تحملُ آهاتِ شعبٍ لمْ يهنْ
لكنَّ السكونَ يصرخُ، بصوتٍ يملأُ كبدَ السماءْ
“لا للجوعِ!”، “لا للقهرِ!”، فلنُعلِنْ فجرَ الضياءْ
تَتطايرُ الشررُ، ليُضيءَ دروبَ العائدينْ
فليسَ هذا صوتَ تحنانٍ، بلْ زئيرَ شعبٍ لا يلينْ
لقدْ تبدَّلتِ الأحوالُ، فالآمالُ تشرقُ فينا
نحنُ حرائرُ عدنٍ وتعزٍ، بالدماءِ روينا
خضَّبْنا بدمِ الربيعِ، غُرَّةَ جبينِ الضوءِ الشريفْ
ووضَعنا قُبلةَ الفجرِ، على الجرحِ الغائرِ المخيفْ
ها قدْ نهضْنا، يا زهرةَ اللبلابِ، يا بنتَ سبأْ
نصعدُ معراجَ هذا الذلِّ، نحو شروقِ الإشراقِ المُجتبى
سنُحوِّلُ الجهلَ أكوامَ رمادٍ، تذروهُ الرياحْ
وسنقتسمُ أرصفةَ الآلامِ، في سجونِ الصباحْ
بأملٍ يملأُ القلوبَ، يكسرُ أغلالَ اليأسِ الكثيفْ
كي تسقطَ من إضبارةِ التاريخِ، حماقاتُ الدجلِ المخيفْ
وعلى مآذنِنا، سننسجُ إعلانَ نورِ الشمسِ المُبينْ
“حيَّ على الجهادِ!”، “حيَّ على رغيفِ الخبزِ!”، “حيَّ على الماءِ الثمينْ!”
“حيَّ على صباحٍ بلا ضلالٍ!”،
“لا وصايةَ!
لا وصايةَ!
لا وصايةَ بعدَ اليومِ!”.