مسافر” بقلم: فاطمة حرفوش ( سوريا )

حَزمتُ حقائبَ الشوقِ يا دمشقُ
ولعينيكِ الحزينتينِ يا دُرَّةَ الشرقِ أُهاجرْ…
ألملمُ جراحَ القلبِ وندوبَ الروحِ
وعلى هديِ الرؤى… إليكِ أُسافرْ
فقد باحَ الحزنُ في وجهكِ الجميلِ
ما أخفتهُ في دُجى الليالي السرائرْ.
هزَّني الوجدُ، حبيبتي… فأتيتُكِ ليلًا
خُلسةً عن عيونِ الورى عاشقًاً هائماّ
أسيرَ حُسنٍ وعلى دروبِ الهوى أمشي
كما العشّاقِ… مسرعَ الخُطى على لَظى نارِ الشوقِ لا أُهادنُ، وبدمي أُغامرُ وأُخاطرْ
لأمسحَ الحزنَ عن أهدابكِ يا عروسَ المدنِ
وأُقبّلُ وجنتيكِ وأضمُّ لقلبي الجَدائلْ
سُبيتِ يا عزيزةُ…وهل تُسبى في عصورِ الذلِّ والخنوعِ إلّا الحرائرْ؟!
على ضفَّةِ المجدِ بنيتِ مملكتكِ
فكيف لمدينةِ المجدِ أن تغزوها قوافلُ الجرادِ وتعيثَ في رياضِها الخرائبْ؟!
ألبسوكِ العباءةَ والعمامةَ ونزعوا
عن رأسكِ الشامخِ تاجَ العواصمْ!
زارني مَلَاكُ الشعرِ ليلًا
وحمّلني إليكِ الرسائلْ
عشتارُ… يا قيثارةَ الحبِّ
لا تَهِنِي… ولا تَذْرِي
فعندَ قدميكِ تنحني الملوكُ
وبإشارةٍ من يدكِ تهوي عروشٌ
وتزولُ ممالكْ.
على أسواركِ المنيعةِ تحطّمت ممالكُ الغزوِ
ورُدَّ زناديقُ المغولُ على أعقابهم
وقاسيونُ بعظمةِ تاريخكِ العريق يُفاخرْ.
من رِحابكِ خرجَ أبو لُودور الدمشقيُّ
يزرعُ في رحابِ روما والعالمِ… العمائرْ.
ورسولُ المحبةِ بولسُ خرجَ من أبوابكِ
يُشعلُ شموعَ السلامِ
ويُوزّعُ للعالمِ البشائرْ.
أبناؤكِ الأباةُ صالحٌ وسلطانٌ وهنانو
صالوا وجالوا ولقّنوا المستعمرَ الدرسَ
ورفعوا رايةَ الحريّةِ خفّاقةً تزهو بها المنابرْ.
هُبِّي حبيبتي! وانتفضي واغضبي وزلزلي الأرضَ تحتَ أقدامهم
ومزّقي ستائرَ الخوفِ
فكم تحلو عندَ الشدائدِ
وبطشِ الطغيانِ… ثورةُ الأحرارِ
وانتفاضةُ الحرائرْ!

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!