فِدَاكَ الرُّوحُ، يَا نُورًا
أَضَاءَ الكَوْنَ وَالوِجْدَانْ
وَأَشْرَقَ فِي ظَلَامِ الجَهْلِ،
أَحْيَا الرُّوحَ وَالأَبْدَانْ
فَصِرْنَا أُمَّةَ الإِسْلَامِ،
لَا نَخْشَى سِوَى الدَّيَّانْ
فُتُوحَاتٍ فَتَحْنَاها،
وَسِرْنَا فِي هُدَى الرَّحْمَنْ
وَكُنَّا كَالجَسَدِ نَمْضِي،
بِصَفِّ العَدْلِ وَالإِيمَانْ
وَلَكِنَّا. تَفَرَّقْنَا،
بِفِعْلِ الحِقْدِ وَالشَّيْطَانْ
وَصِرْنَا فِي مَتَاهَتِنَا،
فُرَادَى، مَا لَنَا عُنوانْ
نَسِينَا أَنَّنَا الأَقْوَى،
إِذَا مَا نَالَنَا الخُذْلَانْ
وَأَنَّ الظُّلْمَ مَكْرُوهٌ،
وَمَمْقُوتٌ مَدَى الأَزْمَانْ
وَأَنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ،
أَمَرْتَ النَّاسَ بِالإِحْسَانْ
وَهَذَا حَالُنَا المُخْزِي،
يُلاحِقُنَا بِمَا قَدْ كَانْ
يَمُوتُ الطِّفْلُ جَوْعَانًا،
وَأُمُّ الطِّفْلِ فِي الأَكْفَانْ
وَكُلُّ الأَهْلِ قَدْ مَاتُوا،
بِقَصْفٍ، مَا لَهُ بُرْهَانْ
فَصَارَ الدَّارُ مَهْدُومًا،
وَعَاشَ الطِّفْلُ فِي حِرْمَانْ
يُعَانِي جُوعَهُ المُضْنِي،
غَرِيبَ الرُّوحِ وَالأَوْطَانْ
حَبِيبِي يَا رَسُولَ اللهِ،
جَارُ الجَارِ بِالبُهْتَانْ
أَصَمَّ الأُذْنَ عَنْ صَوْتٍ،
يَصِيحُ، يَصِيحُ: يَا إِخْوَانْ
أَغِيثُونِي، أَعِينُونِي،
أَنَا المَقْتُولُ فِي المَيْدَانْ
أَنَا المَأْسُورُ مَظْلُومًا،
أُعَانِي سَطْوَةَ السَّجَّانْ
سِنِينَ، سِنِينَ، لَا نَدْرِي،
مَتَى يَصْحُو بَنُو الإِنْسَانْ؟
حَبِيبِي يَا رَسُولَ اللهِ،
إِذَا مَا نَالَنَا الإِحْسَاسُ
بِالمَظْلُومِ وَالمُهْتَانْ
وَمَنْ يَشْكُو تَخَاذُلَنَا،
بِصَوْتٍ يُلْهِبُ الوِجْدَانْ
وَقَدْ لُذْنَا بِصَمْتِ الخِزْيِ،
وَالتَّهْوِيلِ وَالإِدْمَانْ
نُقَاتِلُ بَعْضَنَا بَعْضًا،
وَيَقْتُلُ بَعْضُنَا العُدْوَانْ
حَبِيبِي يَا رَسُولَ اللهِ،
إِذَا صِرْنَا بِهَذَا الحَالِ،
نِلْنَا الذُّلَّ وَالخُسْرَانْ
وَأَصْبَحْنَا بِلَا رُوحٍ،
وَلَا اسْمٌ، وَلَا عُنْوَانْ
تَمَاهَيْنَا وَمَا عُدْنَا،
كَمَا كُنَّا مِنَ الإِيمَانْ
وَصَارَ الحُرُّ مَبِتاعًا،
وَمَذْمُومًا عَلَى مَا كَانْ
يُنَادِي: أَيْنَ إِخْوَانِي؟
تَعَالَوْا نُنْقِذِ الأَوْطَانْ
أَعِينُونَا، عَسَى تَنْجُو،
وَيَنْجُو الطِّفْلُ وَالسُّلْطَانْ
فَمَاذَا بَعْدَ هَذَا الظُّلْمِ،
وَالتَّهْجِيرِ وَالهِجْرَانْ؟
وَحَالِي يَا رَسُولَ اللهِ،
يَشْكُو فِكْرَهُ الحَيْرَانْ
مَتَى نَصْحُو لِنَحْمِي الأَهْلَ،
وَالأَوْطَانَ وَالإِنْسَانْ؟
حَبِيبِي يَا رَسُولَ اللهِ،
عَلَيْكَ صَلَاةُ رَبِّ الكَوْنِ،
صلاةً تملأ الأَكْوَانْ
مَدَى الأَيَّامِ تَحْمِلُهُ،
قُلُوبٌ كُلُّهَا إِيمَانْ