أيّها السومريُّ المنكوب بـفجرها الوحيد
كفيفاً
يقودكَ هذا الليل
بـصحبةِ مواسم القحطِ
وحيداً
أنيسكَ الشكوى
أيّها المتوّجُ غربةً وصراخاً
ترتّلهُ المدن المسبيّة على هوامشِ التواريخ ..
أيُّ العواصم سـ تفتحُ أبوابها
تُرخي على جرحكَ النازفَ
غيمة ماطرة
تشاطركَ الفجيعةَ
وتشلُّ أيامكَ الهاربة
بـ مخيطِ المراد ..
طريداً تلاحقكَ نكباتُ آلهة الزيّف
ومجاهيلُ الطغاةِ خيولا تزحفُ غازيةً ولا نبيّ منتظر
أيّها السومريُّ المنكوب بـ فجرها الوحيد
إذا أشبعتكَ الحروب الآسنة عتمةً
سبّحِ إسمَ هذا الوطن المفجوعَ ضياعاً يتقاسمهُ اللصوص
على مائدةِ الخيانةِ
علَّ الفرات يغسلُ العارَ
يجرفُ حثالةَ الطارئين ..
تحاذرْ
لئلا أدعياء الصلواتِ يقوّضونَ وجهكَ المقدسَ يدنّسونَ المسلآت
نحوَ الهاوية يسوقونَ نطفكَ
تشوّهها حوافرُ الرياح
تغزو حدودكَ
تَفلَحُ القادمَ
تنثرُ بذورَ الوجع ..
لأكثرَ مِنْ دهرٍ يزرقُّ قلبكَ نازفاً قيحَ المنافي المغبرّة
تتسوّلُ الجهلَ
وهباتُ السلاطين
طافحة ذكرياتهُ
تبعثرها الليالي الموحشة ..
لا وطناً يحوي جرحكَ المهملَ
إلاّ بركانها الباردَ
يُحيي مذلّةَ البلوى
تغوّثُ صبابةَ الأيام