ريحُ الغَـرامِ بَيننا تَوسَّدا
أرسلَ سَهمَ الولوعِ فأقصَدا
كيفَ أرتمي على ليلٍ قَد جَنَّ
وكَبحُ الجَماحِ بيننا أرمَدا
أُزاولُ البؤسَ لـو تَنحَّيتُ
والزمانُ يبقى دوننا مُخلِّدا
خَلَعْتِ أستارَ المفاتنِ عَمداً
والليلُ من الحَيـاءِ مُجرَّدا
لَهفي على قلبٍ يافعٍ تَهاوى
باتَ من خِوارِ الحُبِّ مُقيَّدا
عِفَّةُ النَّفسِ خَلفَ بُرقُعِ ليلٍ
غيرَ مَديحِ الخمرِ ما أنشَدا
يا حلوتي إن تَغَمَّسَ قلبُكِ
يُمسي مِن قيمةِ الدُّنيا مُجرَّدا
تَلهَّى العِشقُ على ثَغرِ الحياةِ
ولولاهُ ما كانَ العُمرُ أرغدا
يَرميهِ خَوفُ الفِكرِ مِنَ الآتي
ويَهابُ مـا سَيأتيهِ غَدا
يَفصُلُ بيننـا ليـلٌ وفَجرُ
والذِّكرى تَهيمُ بنـا مؤبدا