ملتقى الفنون التشكيلية / بقلم الشاعر والناقد السعودي سعد عبد الله الغريبي

أقامت مؤخراً (مجموعة الملتقى للفنون التشكيلية) معرضها الرابع في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وقد افتتح المعرض المشرف العام على وكالة العلاقات الثقافية الدولية بوزارة الإعلام عمر العقيل وبحضور وفد من جمعية مسك الخيرية؛ الجهة الراعية للمعرض، وعدد من الفنانين والمهتمين والمثقفين والإعلاميين.

وقد ضم هذا المعرض أعمال ما يقرب من سبعين فناناً مشاركاً من الفنانين والفنانات معظمهم من السعوديين، مع مشاركات قليلة من بعض أقطار الوطن العربي مثل المغرب وتونس، قدموا ما يقرب من مائة عمل فني ما بين رسم وعمل خزفي ومنحوتات، وُثِّقت جميعها في كتيب المعرض.

وكعادة الملتقى في كل عام يستضيف ويكرم أحد كبار الفنانين الذين أثروا ساحة الفنون التشكيلية بأعمالهم الإبداعية، وكان ضيف هذا العام هو الفنان عبدالله الشلتي. وقد تضمن البرنامج الذي امتد لأربع ليال عرضاً لأعمال الشلتي ومحاضرة عن مسيرته الفنية.

لقد نذر الفنان سعد العبيد حياته للفن التشكيلي، وحمل رايته على عاتقه بعد رحيل العمالقة؛ ولا سيما رفيق دربه الأستاذ محمد السليم – رحمه الله – حمل الراية دون ضجيج إعلامي وبعيداً عن (فلاشات) التصوير، فأسس (صالة الفنون التشكيلية) التي اقتطع مساحتها من منزله الذي يسكنه، وجعل منها ملاذاً للفنانين التشكيليين واتخذ منها ورشة عمل يمارس هو وزملاؤه الفنانون نشاطهم ويقيم فيها الورش واللقاءات والندوات.

شكل العبيِّد مجموعة منتقاة يعمل أفرادها على توطيد العلاقة بين أعضاء مجموعتهم (مجموعة ملتقى الفنانين التشكيليين) والفنانين التشكيليين المحليين والعرب. إن تجميع الفنانين العرب تحت مظلة واحدة حلم طالما راود الأستاذ سعد، وقد بدأ التنفيذ بإقامة الملتقيات السنوية والمعارض الجماعية التي كان آخرها الملتقى الرابع.

ويستطيع المتابع للساحة التشكيلية في المملكة أن يؤكد أن الملتقى التشكيلي العربي الثالث الذي أقيم في مركز الأمير فيصل بن فهد بالرياض عام 1438/ 2017م كان نقطة تحول جذري في مسيرة جماعة الملتقى؛ إذ شارك فيه عدد من التشكيليين السعوديين والعرب، وتضمن أنشطة مكثفة وعروضاً لتجارب فنية و(ورشاً) فنية، وزيارات وحوارات مفتوحة. وما هذا الملتقى الرابع إلا خطوة أخرى متقدمة في هذه المسيرة الطويلة. ولم يقصر العبيد ملتقاه وورشه ومرسمه على الرواد من جيله، ولا على المدرسة الفنية التي ينتمي إليها أو يفضلها؛ بل فتح الباب على مصراعيه مرحباً بكل الأطياف والأجيال، لأن الفن ملكة يلهمها الإحساس وتجليها الانفعالات، والإلهام والانفعال ليسا مقصورين على جنس معين ولا سن محدد ولا منطقة جغرافية واحدة. ولكل إنسان حريته في التعبير عما تكنه نفسه من مشاعر وانفعالات، كما أن لكل من أفراد الجمهور ذائقته الفنية ورؤيته الخاصة به..

وعلاوة على الملتقيات والمعارض السنوية هذه فهناك معارض مصغرة تحمل عنوان (لمسات) أقيمت على مدار السنوات الثلاث الأخيرة في كل من الرياض والدمام وأبها مما يؤكد أن رسالة العبيد هي أن تسطع شمس الفن التشكيلي على أرجاء المملكة، وإن تحقق حلمه فستمتد أشعتها لتغطي العالم العربي كله

 

  المثدر :  موقع اليمامة 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!