القصيدة / شعر: الشاعر الأردني صيام المواجدة

 

ما بينَ هَمسِ سَحـــابةٍ ودَلالِهــــــــا
وأريجِ بَوْحٍ مِنْ نــدى آمالِهــــــــــــا

خالفتُ قانـــونَ الطبيعــــــــةِ إذْ أتى
إدبارُها في القلبِ مِنْ إقبالِهــــــــــــا

قامَتْ تُســــــائِلني القصيدةُ مَنْ أنا ؟
إنْ كنتُ نسَّــــاجاً على مِنوالِهـــــــا

مِنْ سَهل هذي الأرضِ، أم وديانِهـا
أمْ أنتَ فيهــــا من ظِباء جِبالِـهــــــا

قد كان سهلًا سُؤلُهــــا لكنَّمـــــــــــا
كلُّ الصُعوبةِ في وُضوحِ سُؤالِهـــــا

أنا لستُ أفهمُني فإنِّي حالـــــــــــــةٌ
مَعجــــونةٌ من غِلِّهــــا وغِلالِهــــــا

كالماء كنتُ، ولستُ أدري كيف بي
جاءت بيَ الأيَّــــامُ مِلءَ سِلالِهــــــا

بَدري أتى قبلَ التمامِ مُحاقُــــــــــــهُ
وبَدا أُفولُ الشمسِ قبلَ زَوالِهـــــــــا

كــــــــــم أثقلَتْ خَدَّ القريحةِ فَرحَتي
بِدُموعِهـا، وضَحِكْتُ في أهوالِهــــا

أنا يا قصيدةُ أجـــــــدَلُ الشِعرِ الذي
ما أوقفتهُ الريــحُ يــومَ جِدالِهــــــــا

ولو الورودُ تعرَّضتْ في حُسنهــــا
مـــا مـالَ قلبي طَرفَةً لهَدالِهـــــــــا

لا الضامِراتُ حَظِينَ بعضَ رقائقي
كلَّا ولا أوهبتُهـــــا لِخِدالِهــــــــــــا

حَمَلَتْ بيَ الأشعارُ، كُنتُ مخاضَهـا
واليومَ يُوثِقُني شَـــديدُ حِبالِهــــــــــا

كلُّ القريض أخُطُّــــهُ في إثرهــــــا
ويحٌ لها، إذ كُنتُ من أعمالِهـــــــــا

ظلَّلتُهـــــــا بقصــــيدةٍ عُذريَّــــــــةٍ
لكنْ رَمَتني في أتـُــونِ ضَلالِهـــــــا

ورَجَوْتُ مِنهــــا الطَلَّ لكنْ لم أجِــدْ
مِنْ ظِلِّها أثراً سِـــوى أطلالِهــــــــا

مــــا عِشتُ أيــامي أظَلُّ نَديمَهــــــا
أو مُتُّ أبقى في رِكابِ جَلالِهــــــــا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!