دعيني أتغنَ بصبابات ذاكراك / بقلم : موفق السلمي / اليمن- تعز

 

 

مذ رحيلي عنك سيدتي ، أشعر بألم يسري في دمي ، ووجع يتربع على قنوات قلبي..

نسمات الصباح تذكرني بك،  أحسية الماء ، قهوة الإفطار، ذرات الرمال ، هبوب الرياح ، كل شيء جميل في هذه المدينة ، يذكرني بذكرى عشتها معاك ..

ومع وقوب كل ليل ، أسرج قلمي راحلا إليك ، بكلماتي فقط ، أبحر بإتجاه جولة القصر ، مرورا بجولة سوفتيل ، وصولا إلى دارك سيدتي..

بإتجاه الحوبان فقط ، هاجسي يتصبب أملا بعناقك ، وقلمي يتصبب حبرا على بساط حائطي الإلكتروني (فيسبوك)..

سيدتي: أقف الآن على كثيب مرتفع ، ناظرا إلى مدينة ، يطل من كواتها قناديل منيرة ، وكأنها كوكب دّرّيُّ ، أو عروس مترنحة بظهرها إلى صدر صبر الشامخ شموخ تاريخها ، غير آبهة بأصوات القذائف والمدافع ، متناسية حجم الدمار الذي حل بها ، ولولا أني رأيتها بالأمس في وضح النهار ، ماكنت لأصدق خبرا بتدميرها..

وجمال المشهد يكاد يأسرني الآن ، ألوذ بطيفك، وأناجي خيالك ، وكل أمنياتي ، أن تكوني بجواري لترينّ مدينة تعز ، وزوجك متلذذا برؤيتها ، يسامره قمرٌ يتلألأ في بؤرة سمائها..

سيدتي : الطريق إليك شاق وطويل ، فقد تغيرت الأيام ، وتبدلت الحكام ، وأوصدت الأبواب ، وغلت الأسعار ..

حبيبتاه ! ، الطريق من المدينة إلى الحوبان ، يحتاج إلى جمع وقصر ، وزاد وراحلة ، وسؤال وجواب ، وأربعة آلاف ريال. ..

لذا دعيني أتغنَ بصبابات ذكراك ، وألهو في أماسي حبك المتضوع منه عبير أخلاقك. .

وإلى لقاء آخر يجمعني بطيفك الجميل، أستودعك الله..

موفق السلمي – مدينة تعز

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!