وأنا أَقفُ علىٰ شفيرِ الحرفِ مُتأملاً ضحالةَ فكرٍ سقيمٍ لا يَقوىٰ صاحبُهُ على الاحتفاظِ به أكثر في رحمِ خطاياه التي تنضحُ من نسغِ مغذياتهِ الصدئةِ تذكرتُ العقربَ وهي تنفثُ سمّها الزعافَ في عمقِ ضحاياها لشعورها بأنّهُ سِرّ تكاملها حتى وإنْ أَدّى بها إلى الموتِ الزؤام وهو موتٌ لهُ أيضاً يزري بهِ ويرديهِ في مهاوٍ سحيقةٍ حينَ يسلمُ لنوازعهِ وشهواتهِ القيادَ فتكونُ الطاقة التي تحركهُ فتضلهُ السبيلَ فهذا الرّشْحُ مِنْ ذاكَ الصَديدِ ، يا هذا كُفّ عن مواقعةِ الخطايا بيدٍ مضمخةٍ برمادِ خيباتِكَ المتكررة ، لا تركب ذَنَبَ ريحِ الخسران فيجرفكَ السحابُ بخاراً سامّاً تضيقُ بكَ الصدورُ فتلفظكَ أفواهُ الزمنِ ، إرفعْ عينَ تلصصكَ الذبابيةَ عن قمامةِ الرذائل واستعرْ من النحلةِ أدبيات الجمالِ ، ترشف رحيقَ أزاهير الحياةِ فتهبها شهداً ناطفاً علىٰ أعسالها تتلمذُ ، هناكَ ستثملكَ نسائمُ العذوبةِ بما تستنشقُ من عبيرِ الصفاءِ فتتضوعُ أرجاؤُك بذيّاكَ الرحيق .