قتلتها بدمٍ بارد / بقلم : نزيهة شلخي موسى ( الجزائر)

كمن يبحث عن كوّة ضوء في عتمة ليل طويل

أراوح مكاني

أتسمّر كعمود إنارة منطفئ عند آخر الشّارع

تحاصرني الحروف الّتي قتلتها بدم بارد

كنت أنتقم من سادية العالم كلّه و أستمتع بنكتة غبية

أقهقه عليها ملء قلبي ثمّ أنام مطوّلا

كمن أغمي عليه فجأة .

كانت أكبر أحلامي أن أستفيق في اليوم الموالي

لأصبح مواطنا صالحا جداا …

لا معذرة …. بليدا  جداا ..جدا

\\\\\\

محبرتي تجمّدت هي أيضا

كنت قد نسيتها داخل رفّ مهمل في ثلاجة بيتنا.

في الخارج الشّمس أصبحت باردة جدا

الرّصيف كان يلعن المارّة

بتنا في هذه المدينة الشّبح

نمشي على الأرض كسيقان قصب خاوية

لا شيء يملؤها غير لُهاث الرّيح و ضجيج اللاجدوى  .

في هذا المكان بالذّات بتنا نتقن لغة الفراغات

و نجيد معاكسة الهوامش .

كأعشاب ضارّة كنّا ننمو هنا و هناك

نتطفّل على مساحاتهم المسيّجة بأحلامنا نحن البسطاء .

نحن الّذين تشرّبت جلودهم ملح البكاء .

نحن من يتماهى مع التّراب

نحن من يتمرّغ في طينه .

//////

كدرويش ضيّع الطّريق إلى تكيته

أضيع هنا و هناك أدور حولي و أرفع يدي إلى السّماء

أجرّب أن أتقمّص رقصة الدّراويش

أن أستعدّ لسفرة النّجوم تلك

أتأمّل الكون لبرهةٍ

ثمّ أعود مرّة أخرى لأمارس رقصة الطّائر المذبوح .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!