(يكفيني كذبًا على نفسي) ..
كيف لي أن أنسى إنسانًا كان لي عالمًا، كان حبيبًا، وصديقًا، كان سعادةً وقوةً، كان كل شيء .. نعم كل شيءٍ جميلٍ كان هوَ !
أصبحت عيوني لا ترى غيرهُ بهذا العالم .. إكتفيتُ به، أحببتهُ بقلبٍ ومشاعرَ صادقة .. نعم إنهُ حبيبي وعالمي، أحببتهُ حد الهُيام !
كنتُ استودعهُ عند ربي كي يحفظه .. وفي يومٍ من الأيام بينَ ليلةٍ وضُحاها وكأن شيئًا لم يكن إنقلبت الأحوال .. بدأ بالتغير .. قال لي والله إنني أحببتكِ إلى حدٍ لا أستطيعُ أن أراكِ فيهِ بالمستقبلِ حزينةً بسببي، أو بسببِ عدم قدرتي على تأمين مطالبكِ .. كفى يا حبيبتي لن أستطيعَ إسعادك، هناك ظروفٌ أكبر مني .. إنكِ تستحقينَ الأفضل .. في تلك اللحظة تمنيت لو أنني لا أشعر، لا أسمع، لا أتكلم .. فاضت دُموعي من عيناي، بدأ قلبي يخفقُ .. يداي ترتجفان .. بدأتُ بالصراخ .. شعرتُ وكأن العالم توقف .. أصبح عقلي مليئًا بالأصواتِ والأفكار، أقولُ لِنفسي أُيعقلُ بعد كل هذا الحبِ سينتهي كلُ شيء !
إستمريتُ بالبكاء والرجاء .. رددت قولي لا تذهب، لا تستسلم لتلك الظروف، كل شيءٍ سوف يتغير، الله قادرٌ على كلِ شيء؛ فوالله إنني أحببتُكَ حد الجنون .. لا أستطيعُ إكمال حياتي من غيرك .. لم يكُن يملكُ سِوى جملةٍ واحدة .. إستحالةً أن نبقى سَويًا .. ذهبَ وبقيتُ وحيدةً، وحزينةً لا أملك شيئًا .. ما عادَ باليدِ حيلةٌ .. إنتهت جميعُ محاولتي فقد رحل وتركني .. إحترق قلبي .. نعم إحترق بسببه، مرت الأيامُ والشهور .. مرت سنةٌ وما زلت أُحبه، لا أملكُ سِوى البُكاء والنظر إلى صورهِ والإِستماعِ لتلك الأغاني التي كان يُهديني إياها، أنا وغرفتي والليلُ وسماعتي .. بقيتُ كل يومٍ أدعو الله أن يحسِّن الظروفَ ونلتقي مُجددًا .. بقيت آخرُ جملةٍ كتبها لي عالقةً بمُخيلتي” أُقسمُ بربي أنكِ أولُ وآخرُ حبٍ بحياتي” تلك الجملةُ أبقت الأملَ لدي؛ فإنني لم أستسلم يومًا إلى أن جاءت الصدمة، نعم كانت صدمةَ عُمري .. أحب وإرتبطَ بفتاةٍ غيري، بكيتُ قليلًا ثم نهضتُ وقلتُ لِنفسي كفى .. كفى عذابًا لشبابكِ و أيامكِ التي أفنيتها بحبِ شخصِ ترككِ وكسرَ قلبكِ مرتان دفعةً واحدة، فقُلت يا الله .. اللهم قلبي، فردت علي نفسي تُخاطِبُني “أتحزنُ ولك ربٌ يقول وإصبر لحكمِ ربكَ فإنكَ بأعيُننا”، عدتُ كالسابقِ ونهضتُ من جديدٍ بكاملِ قوتي وأيماني بالله، لأنه لو كان خيرًا لبقى .. فأولئكَ الذين كسروا قلوبنا لا سامحكم اللهُ ولا عفا عنكم، كفى .. ! مقتبسة من قصة حقيقية”