إطلالة على مجموعة قصصية بعض الحب للقاص والروائي الراحل  نازك ضمرة

بقلم : سامر المعاني

ومضات على قيد الحب

…

وانت تكتب عن نازك ضمرة فأنت على يقين انك امام قامة ثقافية كتبت السرد القصصي والروائي بطريقة متنوعة وجمالية واسلوب تميز به واهمها طول نفس الكاتب والذي جاء مغايرا في مجموعته بعض الحب والتي جاءت على شكل قصص قصيرة جدا وهو يعتبر اسلوب قصصي حداثي ولكن لي بالأسلوب المقنن الذي ينتشر على سطح المواقع الإلكترونية ذلك الفن الذي لا تتجاوز حدود حجمه ثلاثة اسطر ، ومع هذا جاءت مجموعته القصصية بعض الحب باطار الأسلوب القصصي القصير جدا  فلا تتجاوز القصة في الكتاب  الصفحة والنصف بالمقطع المتوسط وهو الأسلوب الذي لم يعتد عليه القارئ للراحل نازك ضمرة الذي يؤخذ عليه في اسهابه واتساع أفاقه  وطول نفسه القصصي في جميع مؤلفاته والذي ايضا تجدها في رواياته المتعددة .

في مئة وستة وعشرين قصة جاءت مجموعته القصصية في بعض الحب الصادر عام 2002 في عمان الأردن .

رسم الكاتب عناوينه باللغتين العربية والانجليزية ليقف عند العنوان الثابت والمباشر في اختيار عنوان وصفي ورمزي مباشر  لحيثيات المادة القصصية ومن جانب اخر تلاحظ بان تميز هذا العمل الاستهلالية والولوج في القصة القصيرة من خلال الانطلاق  بالبيئة المكانية في كثير من الاحيان والبيئة الزمنية في احيانا اخرى .

الأسلوب السردي الذي اتبعه ضمرة جاء في محيط حركات بطل القصة التي اخذت مسار الكاتب نفسه والذي اعتبره المسار الأرحب لنقل تصوره وأفكاره للمتلقي في جميع مراحل وجوانب الحياة بصفته وكيانه المبدع والإنسان المهجر والمغترب وابن الأرض التي رافقته في وجدانه وضميره بما عاشه ويتذكره ويتمناه.

مع كل ذلك لم يكن الآخر موجود في كثير من قصصه التي جابت الحياة الإجتماعية في قصص ضمرة الذي  كان له مفهومه وادركه لمكونات الأسرة وبناءها القويم والذي كان يتمناه فهي مفتاح للدخول الى صولات الكون في كدرها وسرورها والذي جعل من الحب او بعض منه هو اقوم وافضل الطرق لكي تكون او لكي تعيش حالما بالسلام.

القصة في ابداعات الراحل مكان وزمان شهد على سرد قصة لها رسالتها واشاراتها ومدلولاتها ليكون الخير باب الحب والشر باب العداوة والكره والحسد الذي يستوي مع الحب.

ان الرمزية والمجازية كانت فائضة في دهشات وتصورات الكاتب الذي انحاز  للنهايات الحتمية والواقعية رغم التجسيد المكثف في اعماله والتناقضات العالقة في حلول وتفاصيل الأفكار والأبطال الذين التحفوا قصصه الوجدانية الماكثة في رحم المجتمع الشرقي بكل تفاصيله وانفعاله وردود افعاله التي لا تنفصل عن حضوره الوطني والرجولي .