الحلقة الثانية : { السيدة فِضَّة النُّوبِيَّة }
لم يكن المرور سريعاً أمام ضريح السيدة فِضَّة النُّوبِيَّة …كان وقوفاً عميقاً بحجم اللهفة التي بداخلي لأي أثر لحضرة النبي الكريم في مدينة دمشق .
عندما قرأت اللوحة المعرفة بشخصيتها وأنها عاشت في البيت المحمدي و كانت من المقربين لآل البيت رضوان الله عليهم فاض قلبي حباً و بكيت فرحاً ….أن أقف أمام من تعلمت وتفقهت في بيت النبوة من كانت الأقرب لفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين بضعة النبي أم أبيها وللإمام علي كرم الله وجهه ، ومن احتضنت الحسن والحسين سيدا شباب الجنة وكانت المربية لهما….. كان شعوراً لا يوصف .
كنت كما الطفلة التي ترى الحلوى لأول مرة وتقفز فرحاً ، واختلط الفرح بدموع الشوق ،قرأت الفاتحة لها ولهم وطلبت من روحها أن تبلغ حضرة النبي و آله الكرام شوقي وحبي ، وأنا واثقة أن أشواقي ستصل .
– لمحة عن السيدة فِضّة النُّوبِية:
•أنشأ ضريح السيدة فضة السلطان الغازي عبد الحميد خان عام ١٣٢٧ هجري .
•ورد ذكر هذا القبر في معجم البلدان لياقوت الحموي حيث قال ” وفي قبلي الباب الصغير قبر بلال بن حمامة وكعب الأحبار وثلاث من أزواج النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ،وقبر فضة جارية فاطمة رضوان الله عليها ” .
• أشار إليها الباحث السوري عماد الأرمشي في كتابه مقابر ومقامات تربة باب صغير في مدينة دمشق حيث أكد أنه ضريح ( قبر ) وليس مقام .
• ينسب للسيدة فضة رضوان الله عليها مزار يقع في العراق في محلة باب النجف وهي إحدى محلات مدينة كربلاء المقدسة داخل زقاق يسمى ( شير فضة ) .
•لا توجد معلومات أكيدة عن مكان وتاريخ ولادتها سوى أنها من أعلام القرن الأول الهجري .
• ورد في ترجمتها فَضَّة النُّوبِيَّة هي جارية أسلمت في عهد النبي محمد، وكانت تخدم فاطمة الزهراء، وكانت تشاطِرُهَا الخدمة.
• ابن حجر قال عنها : إن رسول الله أقدم لفاطمة ابنته جارية اسمها فضة النوبية، ثم روى عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن علي: أنّ رسول الله أخدم فاطمة ابنته جاريةً اسمها فضة النوبية.
•ورد أن النبي علَّمَها دعاءً تَدْعُو به، وهو: “يا واحد، ليس كمثله أحَد، تميت كلَّ أحدٍ، وتفني كل أحد، وأنْتَ على عرشك واحد، ولا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم”.
• قال الإمام علي كرم الله وجهه : “اللهم بارك لنا في فضتنا”.
• ذكر الثعلبي (أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري) في تفسيره الكبير عند قوله تعالى: (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا) فقال: (هي عين في دار النبي صلى الله عليه وآله وصحبه والمؤمنين يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً يوفون بالنذر يعنى علياً وفاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة) .
•قيل في نسبها عدة أقوال منها :
-أنها ابنة ملك الهند .
-أنها كانت من بين الجواري التي أهداها ملك الحبشة إلى النبي محمد.
-أنها بنت أحد ملوك الحبشة .
•قال الفيروزآبادي: النُّوبة – بالضم – بلاد واسعة للسودان بجنوب الصعيد، منها بلال الحبشي.
•قال ابن الوردي: بلاد النوبة في جنوبي مصر وشرقي النيل وغربية، وهي بلاد واسعة، وأهلها أمة عظيمة، وهم على دين النصرانية.
• ذكرها المؤرخ الحافظ ابن الأثير فقال : فضة النوبية ،جارية فاطمة الزهراء بنت رسول الله .
•ذكرتها الكاتبة اللبنانية زينب الفوازية في كتابها (الدر المنثور في طبقات ربات الخدور) : (إن فضة كانت من النساء العاقلات الصادقات وقد اشتهرت بالفضيلة، وفي ذكر ممن نزلت فيهم سورة (هل أتى) نالت بذلم فخرا لم تنله غيرها من نساء العرب).
• ابن تيمية ينكر وجود فضة النوبية: نفى وجود خادمة لأهل البيت اسمها فضة، فهو يقول: “إن عليا وفاطمة لم يكن لهما جارية اسمها فضة، بل ولا لأحد من أقارب النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، ولا نعرف أنه كان بالمدينة جارية اسمها فضة، ولا ذكر ذلك أحد من أهل العلم الذين ذكروا أحوالها دقها وجلها.
• كانت صاحبية جليلة تقية ورعة حفظت القرءان الكريم وتحدثت به وتعلمت وتفقهت في الدين و بقيت مع أهل البيت إلى ما بعد واقعة كربلاء، ثم هاجرت إلى بلاد الشام، وتوفيت هناك .
-المصادر :
•معجم البلدان، الحموي، ج2، ص468.
• مقابر ومقامات تربة باب صغير في مدينة دمشق ، عماد الأرمشي .
•ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة.
•”المجتنى من دعاء المجتبى – السيد ابن طاووس – الصفحة ٦١”.
• “فضة خادمةٌ في بيت فاطمة” ـ أحمد بن حسين العبيدان ـ ضمن كتاب (نوبيّات في بيت النبوّة) .
• مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي ص 121.
• “فضة النوبية.. ظلٌ لقوافل الحزن”. العتبة الحسينية المقدسة.
• الخصائص الفاطمية ــ الطهراني ج 2 ص 188.
•حضرة فضة ــ محمد حسين السابقي / الأنوار العلوية ــ الشيخ جعفر النقدي.
•الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ج 1، ص 135.
• ابن الوردي، رياض السالكين، ج 4، ص 224.
• زينب الفوازية ،الدر المنثور في طبقات ربات الخدور،ص44 .