أَشُمُّ الْمِسْكَ بَيْنَ ثَنَايَاكِ
فَأَغْسِلُ وَجْهِيْ وَرُوْحِيْ
كَيْ أَبْقَىْ بِجِوَارِ سُدْرَةِ العِشْقِ- هَنِيْئاً
وَالزَّرَازِيْرُ تَعْرِفُ الْحَسُّوْنَ
وَأَنْتِ مَا زِلْتِ تَرْقُصِيْنَ مَعَ الفَرَاشَاتِ
يَوْماً – شَهْرًا – دَهْراً
أَمَّا أَنَا فَمَا زِلْتُ فِيْ الْمُرْجِ أَلْهُوْ بِالعِشْبِ الْمُلَوَّنِ
وَ – هُنَا – عَلَىْ ضَفَّةِ الْبَحْرِ
أَغْسِلُ مَنَادِيْلَ اللَّيَالِيْ.
كَيْلَا تَأْخُذَهَا الرِّيْحُ
وَهَذَا النَّخْلُ بَاسِقٌ يُعْطِيْكَ
النَّوَى.
وَالكَلِمَاتُ تَعْبُرُ الضِّفَّةَ بِلَوْنِ الرِّيْحِ
هَذَا هُوَ الزَّمَانُ
وَهَذَا هُوَ الْمَكَانُ
يَمُرُّ بِنَا حَثِيْثاً
وَقَدْ لَا نُدْرِكُهُ
يَعْصِفُ نَوَايَانَا فِيْ ذُهُوْلٍ
وَالْمَوْجُ يَصْعَدُ بِنَا
أَثْبَاجاً، أَثْبَاجاً
وَنَحْنُ فِيْ قَاعِ الكَلَامِ
نَلُوْكُ حِكَايَاتٍ ضَالَّةً
هَذَا هُوَ الزَّمَانُ
إِذْ قَصَصْتُ رُؤْيَايَ عَلَيْهِ
وَتَلَبَّسْتُ بِمِعْطَفِ الشُّعَرَاءِ
ثُمَّ قَالَ لِيْ خُذْ قِطْعَةَ الثَّلْجِ
وَامْسَحْ عَلَيْهَا
فَلَيْسَ غَيْرُكَ يَعْرِفُ آخِرَ الْحِكَايَةَ
وَنَحْنُ عَلَى ضِفَافِنَا
نَلُوْكُ حِكَايَاتٍ ضَالَّةً
أَحْسِبُ الصَّقْرَ فَطِيْناً
وَالغُرَابُ فِيْهِ غَبَاءُ الطُّيُوْرِ
سَوْفَ نُكَحِّلُهُ بِالأَبْيَض
كَيْ يَكُوْنَ هُدْهُدًا
يَأْكُلُ التَّمْرَ
وَيَصُوْمُ الدَّهْرَ
يَسْتَلْقِيْ عَلَى العُشْبِ الأَزْرَقِ
وَلَا يَعْرِفُ الطَّرِيْقَ
مِنْ هُنَا مَرَّ النَّسِيْمُ
وَمِنْ هُنَا عَزَفْنَا نُوْتَةً
وَسُلُّماً مُوْسِيْقِيًّا
بِأَوْتَارِ العَازِفِيْنَ
وَكَلِمَاتِ الصَّالِحِيْنَ
إِذْ قَالُوا سَلَاماً عَلَى العَاشِقِيْنَ
وَسَلَاماً عَلَىْ حُوْرِيَّاتِ اللَّيَالِيْ حِيْنَ يَسْتَحِمَّنَّ فِيْ شَلَّالِ الْمِسْكِ
أَقْطِفُ الوَرْدَةَ
وَأَجْمَعُ آهَاتِيْ كُلَّهَا
فَأَشُمُّ الأَكَالِيْلَ.
__
منتدى النورس الثقافي الدولي.