في الهزيع الأخير من الليل
تمر العربات حذو الخيام
ليس في المكان القصي مباهج للروح
و ليس لاحفاد القبيلة
كلام يباغب خصوم الوردة
هنا قرب الشارع القديم
ينام قبل الغروب أولاد القرى
و على الضفة الأخرى من الزمان
تاتي القوافل بلا ينابيع
هنا تلتقي الأجساد كانها اتية من بعيد
ليس لفتيان الضواحي
دفاتر و موسيقى
لهم ما خباته الفصول
و ذاكرة الحناجر
هنا صوت الشيخ الضرير
يصعد الى الاعالي
يسافر إلى ضفاف المدى
يربك القابعين في ظلام النفق
يصيح في الجموع :
لا خوف بعد اليوم
الحبر المشاكس لي
و لهم ذهب المدينة و الحريم
النشيد الذهبي لي
و لهم ورقات الغيم و انفتاح الرؤى
على المكان القصي
في الهزيع الأخير من دهشة الرؤيا
ينام فتيان الضواحي
بعيدا عن صمت القرى
للتخوم انكسارات و تيه العابرين
ليس في المدينة الهاربة من الاضواء
صبايا
في الضفة الأخرى من الزمن البعيد
تباغتنا العربات بلا مياه أو موسيقى
تعانقنا ورقات السنديان
نحن هنا كابهى ما يكون النشيد اليتبم
لنا دعاء الامهات و ذاكرة الحناجر
لهم ورقات الغيم
و ارتباك شيخ القبيلة
و ما خباته الفصول
ايتها الروح لا تهابي سياط الزمان
الصوت الطالع من حنجرة الفتى القروي
هو الصاعد إلى الاعالي
و الذاهب إلى الاقاصي
في الشارع القديم صيحات و رؤى
و إنفلات الصوت من الاسوار
لا خوف بعد اليوم
تاتي القوافل بلا ينابيع
و ترتبك الاصابع حين يلتقي العشاق
قبل الغروب
اجساد فتيان الضواحي جاهزة
للرحيل
هنا قليل من نبيذ الروم
و ما حملته الشاحنات من زهر و لوز
و ما ابقته لنا العواصف من دروب….
في الضفة الأخرى من المكان القصي
أصوات خارج السرب
و سياط قرب التخوم
رعايا على الاسفلت
رعاع في صدارة المشهد
رعاة بلا مياه أو موسيقى
من ينصت لفتيان الفيافي حين يكون
الكلام الفصيح عصيا على الانكسار
للدهشة اقاليم
و للروح مباهج و بهاء
لا يربكه جحيم الزمان….