أبكي صمتاً.. أنأى بُعداً
يسيلُ الدّمع خلفَ الخدّ
سعادتي تكفرُ ترتدّ
حصدتُ العدمَ غمّاً وكمد
نُعمتُ بهمومٍ الأحزانِ والآلامِ
سجنتُ الآمالَ
والأحلامُ بدنيا العدمِ
مستورةٌ عن العيون
وبحارٌ مجنونةُ الشّطآن
وأناسٌ مخبولةُ الوجدان
وأشجار الضفّة تثمرُ الخذلان
تجودُ الصّحراءُ بالنيران
وتمطر السحبُ بالأحزان
قد جنّت فِي البلادِ عقولُ
كبيتٍ يعومُ في الحطامِ
نحصد الدّمعَ والحرمان
والعدمَ والخسران
* *
أبكي صمتاً.. أنأى بُعداً
يسيلُ الدّمعُ خلفَ الخدّ
أبكي دنيانا
وعيونٌ يألفُ حياتُها الموّالُ
تسالمُ أيّاماً عصيَّةً
كالصّخورِ في غضبِ الجبال
صباحها الغمّ.. صباحٌ مظلم
تجارةٌ ربحُها جرحٌ وألم
وكرياحٍ تكدحُ بالغمّ
تعصفُ بسكينتنا
نعايشُ أيامَ ظلامٍ وظلم
حضنُ آلامٍ ووكرُ ألغام
تعومُ أيامنا في الحسرةِ
وتكونُ دمعتنا هي المرسى
* *
أبكي صمتاً.. أنأى بُعدًا
يسيلُ الدَّمعُ خلفَ الخدّ
رجونا النّورَ أن يتكلّم
أمطرنا بحممٍ تستعرُ
كالبركانِ هدمَ فينا كلّ أحلامٍ
وأطفأ فينا كلّ شروقٍ
وكالزلزالِ كسرَ فينا كلّ آمالٍ
وصرنا كذئبٍ ولدَ أغناماً
فعاشَ يقتاتُ من صلبهِ
بدلَ أن تجدَ الخراف
في حضنهِ الأمان
تلقى بدلَ الحنان إعدام