رواق قصيدة النثر

نحنُ خمسُ نساءٍ مطلياتٍ بالزّهور بناتُ الجمال والحياة الفرحُ أغصانُ الحبٍّ الخمسة حين تداعبُ اوراقَنا النسمات الحزنُ عيونُ امّي كلّما عجزتْ عن منْحِنا مامنعتْ الايّام عنّا البيتُ مساكبٌ من الحبق والنعناع زيّنتهُ أمّي بتمائمِ الحسن وبخّورِ الأولياء خوفاً من الحاسدين في العُقَد وخوفاً من أن تتيبّس الرغبةُ في أحداقِنا دونَ أن يرتشفَنا أحد لكنّها نسيتْ البابَ مفتوحاً فانفلتَ الحظُ هارباً …

لحظات من وبر منحول لإرث الجوع .. ظمأ يصرع الطين فى رحم الجفاف والنهر ينبش فى السماء الرحيل وتراودني التى هى على صدرها صليب معقوق فى كل طرف منه مهر رخيص ٠٠ ووثيقة تنشع فقرا ونعرات سراب ٠٠٠ وفيل أبرهه علموه ألا يفر ويعود تلك المرة ٠٠٠٠٠ وفى كل مرة ٠٠٠ آلاف من النوق تسوقها الغربان لا تفاوض … ولن …

والآن … اقتفي طيفكَ في غربتي ولا أعي الآه تنهيدة كبرياء والخوف يسكن في فؤادي .. صرخة موءودة في الخفاء لوطن يبحث في تاريخي مذ بدا عهد العناء يهش غيم الغياب ويشتد أوار الدُّخان يفتش جيوب الضياء والآه كسرٌ يشق لباب دربي وأنا البريق ، الغريق .. أشبك لواعج النهاية انعتاق ورمتُ في ايلافه نزف .. طواف السابحات طريق *** …

أنا و أنت و الحبّ ثالثنا ليل و قمر و نجوم تجمعنا حبّك ملهمتي لا أفهمه لغز .. أتقنتِ صناعته حبّك ملهمتي ليس له أجل و لا سند و لا لعذابي و جراحي حدّ و لا أمد أنا و أنت و الحبّ ثالثنا ليل و قمر و نجوم تجمعنا من لوعتك نطق الجرح أنينا حتى أصبح الغرام في قلبي دينا …

أَتَصَبَّبُ مَوْتًا .. بِدُوْنِكَ مُهَيَّأَةٌ لَهُ سَأُبَعْثِرُ أَنْفَاسِيْ كَيْ لاَيَقْتَفِيْنِيْ !! وَأَشِدُّ اللِّثَامَ عَلَىٰ قَلْبِيْ .. فَالمَوَاجِعُ وَالفَوَاجِعُ تَشَابَهَتْ عَلَيْنَا كَسَاعَةٍ أَضَاعَتْ الوَقْتَ فِيْ إيْقَاعِ الجَنَازَةْ كَرِئَةٍ مُهَشَّمَةٍ بِلاَ لُهَاثْ .. أُرَاهِنُ شَيْبَ السِنِيْنِ عَلَىٰ اِسْوِدَادِ أَيَّامِيْ .. حَتَّىٰ يَصْحُوْ رَذَاذَ المَوْجِ أَبْيَضَ مِنْ إغْفَاءَتِهِ .. لاَ الأَقْدَارُ وَاحِدَةٌ وَلاَ المَصِيْرُ وَاحِدٌ .. وَحْدُكَ ضَوْءٌ يَحْمِلُنِيْ غَيْمُوْمَةَ قُزَحٍ .. هَجَرَتْ …

اشتقت لصباحاتك في حديقة قلبي وانت تعصر لي خمرا ح ل ا ل ا أمزج الماضي بالحاضر أتجرح المرارة سكرا ثم أكرر الحب مرتين بين خطواتي إليك اطوف سبعة أشواط بين الجرعة والجرعة وأحبك كقطة وديعة تحسن اللمس مرة لأنني وجدتك تتظلل بين عيني وشفتي اسيرا ومرة لأنني استمتع بمنظر يديك المبلولتين عنبا صنعت لك إطار ملك وأنت تعصر قصتنا …

أميرة الفؤاد حين أفقد شهيتي لا رائحة المطاعم الفاخرة تُجدي نفعاً ولا كبسولات الديجيستين والدلتازون ولا الوجه الجميل للبابونج واليانسون البري سوى لغة عينيكِ الدافئة! وحين يخيم علي الأرق لا يُجدي نفعاً شراب الليمون ولا نضوج الشمام! سوى كأس ماء لامستُه شفاه أناملكِ..!

من هُنا… يمرُّ الشُّعراءُ بعد أن ينتهوا من أُمسياتِهم هياكلَ خاوية بعد أن أفرغوا كل ما بأحشائهم على المِنصّةِ؛ وتركوا الجماهيرَ تُنظِّفُ القاعةَ ٠٠٠ هُنا… ستمرُّ مُظاهرةٌ لن تعودَ! ولن يأتي أحدٌ خلفها، سيمرُّ جائعٌ بعد أن هبطَ بالقصيدةِ ولم يشبعْ من {فومِها وعدسِها وبصلُها} – وكُتِبت عليهِ الذِلَّةُ والمَسكَنَة – سيقفُ رَجُلٌ وَحيدٌ ويصرخُ: أنا هُناااا ويهزأُ مِنهُ الصدى! …

وحدي… أُهَوِّمُ في المتاهة، يعتريني ألخوفُ انتعل الطريقْ مُتْعَبُ الخطوات أمشي يحتويني الصمتُ والآلامُ والحزنُ العميقْ آهِ يا وطني المرابطَ في دمي قد ضَيَّعوكَ فضيّعوني، أضاعوا حلمي والمُنى شَبَّ الحريقْ… وأنا هنا… وحدي هنا، أشكو النخيلَ مواجعي وفواجعي أتسلق الأحلامَ ينكسر البريقْ الأهلُ صادروا بهجتي والأصدقاء تفرقوا بغدادُ تنتجع دمي والقدس ذاكرة المرايا تهشّمتْ، وانا المسافر، لا دليل ولا رفيقْ …

هذا الحزن الذي يرعى في بريّة القلب كقطيع من الخِراف الذي يعوي في الوادي البعيد ودروب القوافل حزن حبّة الشباب في خد مراهقة مخذولة ذاك الذي في جناحيّ حسون وهو يحتطب الغناء لعشٍّ مجهول ذاك المحمول على قارب مثل ريشة طائر نادرة حزن المرفأ يا صديقي الذي يودّع سُفنًا تأكلها العاصفة أين يبكي والشّواطئ مناديلاً ملقاة ذاك الذي في حقيبة …

ممزق من الداخل سيدة الورد لكني ساحتفظ بقنينة نبض ترمم جراحاتي في ساعة عطر على بهو روحك وساختلس اللحظات لأحيا بروائح التيه من قطرات غيمك الثر بلا رقيب بلا حاجب وأعبث بضوع المستحيل في لحظة أنس فتهيأي في شرفة الكبرياء بلا تلويح فمايزال الروح مسكونا بالألوان ومزينا بمزهريات الرقص لبلاغة التصابي في جدائل التناهيد المشواة بالحب على لوحة التلاقي المحتضنة …

من لفحة البارود ترتعد النّفوس يسقط الموت تطلع الشّمس تتحنّن بالدّماء تعتق الأرواح من عبوديّة صار وقتها فناء تدفن في رحتيها عظاما وجماجما تستنبتها أزهارا تملأ البيادر جمالا وبهاء الجزائر شرارة تقذف من موقد الأبطال والزّعماء صرختها تعلو الٱفاق مجاهرة تئد كلّ من خان العهد والوفاء متوهّجة مثل صفوة عشق ترسم بطولاتها على صفحة السّماء قرزميّة المعالم توّاقة خالدة في …