دعني أتحدث الآن / بقلم : منى محمد

دعني أتحدث الآن فالنتائج تخنُقني :

 

من الفراغ تسللتُ لداخل دائرة ما

حيث أستند الآن على نهايات القصص ، فالنهاية صلبة دائماً والانطفاء وفيّ

لا أحد يؤمن بممارسة الانقسام وزراعة الملامح المناسبة لكل فقدان

أنا أؤمن بذلك..

وأستعد دائما لموسم حصاد الدموع بعد كل خيبة

أصدق الأجزاء وأتحمّل هذا التبعثر سريع النمو

أستوعب هذا الامتداد الوافر من اللون الرمادي المائل للصفرة

وأعلم بأن الهاوية تقترب كل يوم

نعم ..

أنا أفهم سبب اختفاء مجموعة الفراشات التي كانت منقوشة على ستارة غرفتي

ولم أبكي عندما ذبلت شجرة الياسمين هذا العام

وأعرف لماذا ضحكت جارتي الحسناء بعد أن حاولت إقناعها بأنني سأكون بخير دون أن ترسل لي طبق المعجنات التي تخبزها كل الصباح

 

أعرف تماماً، بماذا تفكر أنت بعد أن أرفض جولتكَ الغزلية داخل كوكب حبك المتألق

ولماذا تندهش كلما رميت خرائط كنوزك الثمينة

وقررت شِراء نوعاً جديداً من الحمضيات كي أزرعه في أرض وحدتي الخصبة

…………………………..

 

الحقيقة…

لن تحتاج وجهاً واحداً فقط بعد أن اكتشفتَ هذه الخانات الفارغة في جدول أحبائك

أنت بحاجة للكثير من الانعكاسات

جميع الكلمات التي لفظتها يوماً عليك ابتلاعها من جديد

وعندما ستبحث عن كأس الماء الفارغ

ستبتسم، ثم ستشرب غصّاتك الجافة بكل عطش

………………………..

 

في انعكاسنا المجنون

وعندما التقينا لنتشارك أحزاننا

كان على الطاولة مجموعة من الأطباق المعدنية تملأ المائدة بشكل ممل

طلبتُ شوكة وسكين من النادل اللطيف فأجابني بأن المطعم يمنع استخدامها لأنها تصدر صوتاً مزعجاً خلال الأكل

وبكل هدوء ، قررت أن أتناول وجبتي بأصابعي

كان يجب أن أتصرف بتهذيب في مثل هذه الأماكن المغلّفة بالكذب المملح ..

لكن الحب والحزن والألم والنبضات تُحدث ضجيجاً هائلاً مهما كتمناها

لذلك قررت الشبع….

 

كيف سنحتفظ بأناقتنا والوجبة شهية ؟

صَرَخت مسؤولة التبرعات في مركز لمساعدة المشردين كانت تشاركني هذه الأمسية الغبية ..

 

ومن خلال دائرة ما

قفزت إلى الفراغ من جديد …

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!