في الشعر؛ لا يبقى إلا الشعر الذي يمشي ؛ أي ان تكون
الحركية هي من تخيط القصيدة.تمشي للقصيدة ، بتفرد،
تشق طريقها بفردانيتها على غير نهج في الطريق.
فالشعر يلاحق ذاته قبل غيره بالسؤال؛ ويتجه نحوه رأسا،
وقد يصير هو السؤال نفسه ، وهو يتأمل مساره برؤية تسابق
الخطأ وترشه بالقهقهات.
الشعر يجيد الإصغاء قدر ما يجيد التعثر في الحركية ؛
فالإيقاع تأمل في السكنات والحركات، وادراك لمنطق
الجاذبية في بطن الكلمات .أي المشي بوصلة التبصر فينا؛
إذ كلما كان الشاعر مشاء بين ذاته وذاته تحقق من وجوده
بين الخيال والسؤال؛ وحايث الزمن في انفاسه ، وتيقن من
موطيء اقدامه يين الماء والكلمات.
المشي ؛ شعرا؛ تفاعل مفارق للحواس ، وتراسل بين المشاعر
والكلام؛ فانت تتعثر بالمخاطر ،ولا تبالي، فتكون القصيدة
منذورة للمجهول؛ ولا تملك من ناصيتها سوى نبض المغامرة.
فالتردم انهاك للشعر ؛ ومغادرته ضرورة حتمية حتى تنمو
غابات مطيرة متوجسة بالاستعارات التي تمشي الهوينى
ضدا في الحرائق.
امشي حرا تمشيا مع الإيقاع الشعري نفسه حسب عقارب
ساعة الوجدان ؛ فاتحا للصمت دربا من الإصغاء المجيد ؛
حين يمشي الشعر تسكن إليه كل الكائنات تسترق منه إيقاع
السير ، و نبض الإحساس بالغير .فالشعر مشي بالكلام
إلى أقاصي الروح .
حين يمشي الشعر يرقص الحس؛ وتشرق الشمس من شموع
المجاز.