لِأَنّنِي أَكْرَهُ الْوِحْدَةَ
أَسْتَدْعِي بِاسْتِمْرَارٍ ذِكْرَيَاتِي
لِنَلْعَبَ الوَرَقَ
في الأثنَاءِ …
أَرَى كُلّ وَاحِدَةٍ بِوُضُوحٍ
كَيْفَ تَسْتَرِقُ النّظَرَ لِكَفِّ الأُخْرِى
تَجْمَعُ وَتَطْرَحُ احْتِمَالاَتِ خًسَارَتِي
وَرَغْمَ تميّزي فِي العلوم
فِي صَفِّ الذّكْرَيًاتِ لَمْ أتْقِنْ إلا ضَرْبَ أشواقي فِي كُلّ مَجْمُوعَاتِ الأَعْدَادِ
في الهَنْدَسَةِ…
بِزَوَايَا قَائِمَةٍ ابني خَيَالاً دَأئِرِيّا
يَمْتَدُّ قُطْرُهُ عَلَى حَنِينٍ مُنْكَسِرٍ
لمْ أحققْ أيّةَ مُعَادَلةٍ كيميائيّة موزونةٍ
رَغمَ حِرْصِي عَلَى أن تتسَاوَى ذرّاتُ أشواقي في طرفيْها
كلّما حاولتُ إذابة الهواجس تَزْدَاد تصَلّبا
لَمْ أَحْذَقْ التّلَصُّصَ حَتّى عَلَى الْكُفُوفِ المَكْشُوفَةِ
تَتَوَتّرُ نَظَرَاتِي وَتَرْتَبِكُ
أخْجَلُ مِنَ النّسيانِ الذّي يُرَاقِبنا من تَحْتِ الطّاوِلَةِ
تَسِيلُ كُلُّ السَّنَوَاتِ مِنِ جَبِينِي وَمِنْ بَيْنِ أنَامِلِي مع عرقي
فَتَتَمَزّقُ أوْرَاقِي
تَسْخَرُ مِنِّي الذِّكْرَرياتُ
تَضْحَكُ بِشِدّةٍ
تُصَفّقُ بِجُنُونٍ
فتتكاثر خلايَا مجنونةٌ
في دِماَغِ وِحْدتي
