كَبُرَتْ هَزَائِمُهُ/بقلم:محمد المهدِّي

كَبُرَتْ هَزَائِمُهُ؛ فَأنشَدَ قَائِلا:
لا أَستَطِيعُ الآنَ أَنْ أَتَفَاءَلا

حَاوَلتُ لِكِنِّيْ فَشِلتُ، وَلَمْ أكُنْ
مِنْ قَبلِ إِسقَاطِ المَدَائِنِ فَاشِلا

فَليَختَلِف حَولِيْ الأَحِبَّةُ كُلُّهُمْ
حَتَّى يَضِجُّوا فِي البِلادِ مَسَائِلا

أَنَا خَارِجُ الزَّمَنِ الجَمِيلِ، وَدَاخِلِيْ
كُلُّ الجَمَالِ، فَقَدْ حَفِظتُ الدَّاخِلا

دَافَعتُ عَنْ إِرثِ المَسَرَّةِ، مِثلَمَا
دَافَعتُ عَنْ هَذَا الشُّعُورِ فَضَائِلا

فَتَكَالَبَتْ فَوضَى الجِهَاتِ عَلَى ضُحَى
رُوحِيْ، فَخَلَّفتُ انكِسَارًا هَائِلا

وَحُقُولِيَ احتَرَقَتْ تَمَامًا.. كَيفَ لِي
أَنْ أَستَعِيدَ مِنَ الحُقُولِ سَنَابِلا!!

أَمَلِيْ الكَبِيرُ، رِيَاحُهُ ذَهَبَتْ، وَلا
أَبدُوْ بِعَودَتِهَا البَعِيدَةِ، آمِلا

طَقسُ الظَّلامِيِّينَ، لَيسَ يَلِيقُ بِيْ
لَمْ أَدرِ كَيفَ الصُّبحُ أَصبَحَ خَاذِلا!

فَمَتَى يَقُولُ: مَعَ السَّلاَمَةِ يَا فَتَى
عَصرٌ يُرِيدُ بِأَنْ أَعِيشَ مُقَاتِلا!!

لا مَوعِدٌ لِلحُبَّ يُطفِئُ فِتنَةً
مُلِئَ الزَّمَانُ حرَائِقًا وَزَلازِلا

فِي كُلِّ شِبرٍ قَاتِلٌ وَضَحِيَّةٌ
إِنَّ الضَّحِيَّةَ لا تُبَرِّئُ قَاتِلا
.
.
كَبُرَتْ هَزَائِمُهُ؛ فَأنشَدَ قَائِلا:
لا أَستَطِيعُ الآنَ أَنْ أَتَفَاءَلا

فَمَدَائِنِيْ سَقَطَتْ، وَكُلُّ حَقِيقَةٍ
طُمِسَتْ، كَمَا سَادَ الضَّلالُ قَبَائِلا

وَالجَاهِلِيَّةُ أَحكَمَتْ قَبَضَاتهَا
لَمْ تُبقِ فِي أَرضِ السَّعِيدَةِ، عَاقِلا

لَمْ تُبقِ فِي الدُّنيَا عَلَيهَا شَاهِدًا
غَيرِيْ، وَأَشهَدُ أَنَّ مِنهَا البَاطِلا

وَأَقُولُ فِي نَفسِيْ: شَهِدتُ قِيَامَةً
قَبلَ الأوَانِ، وَلَستُ مِنهَا زَاعِلا

دُوَلٌ هِيَ الأَيَّامُ.. هَذِيْ دَولَةٌ
عَبَثٌ، وَلِلأَيَّامِ أَنْ تتَدَاوَلا

طَالَت وَطَالَ البَغيُ، يَا هَذَا المَدَى
مَا كَانَ لِلطَّاغُوتِ أَنْ يَتَطَاوَلا

وَتَنَاسَلَ القَهرُ العَقِيمُ، وَلَمْ يَكُنِ
لِلقَهرِ، فِيْ الإِنسَانِ، أَْنْ يَتَنَاسَلا

بِيْ يُتمُ أَيتَامِ الحَيَاةِ، وَإِنَّنِي
مَا كُنتُ، لِلحَيَوَاتِ، إِلاَّ كَافِلا

مِنْ قَبلِ مِيلادِ الثُّرَيَّا وَالثَّرَى
وَالغَيبُ، لِلآتِيْ، يَرَانِيْ عَائِلا

وَيَدِيْ عَلَى خَدِّيْ.. لِذَلِكَ لَمْ أَزَلْ
بِمَوَاجِدِي أَبكِيْ الوُجُودَ الزَّائِلا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!