فابيولا بدوي
أجبرت الضجة التي صاحبت الشابة الفرنسية من أصل سوري منال، الجميع على مراجعة الإشكاليات الثقافية التي أثارتها. فمنذ اللحظة الأولى لفوزها بجدارة في الدور الأول لنسخة «ذا فويس» الفرنسية، قامت الدنيا ولم تقعد بسبب حجابها.
توالت الأحداث، وأعلنت الشابة انسحابها من المسابقة، بسبب ثقافة رفض اليمين المتطرف للآخر، كما ثقافة الخوف التي ترسخت في أذهان البعض تجاه كل ما هو إسلامي، وأيضاً ثقافة الحرية المبالغ فيها، وجميعهم كانوا وراء عدم القبول بحجاب منال.
كالعادة، بادر البعض بالنبش على شبكات التواصل، ليتم رصد ما كتبته الشابة بعد حادث الدهس في مدينة نيس، وذبح أحد الأساقفة داخل كنيسة، وكتابات أخرى تحمل بعض العبارات الملتبسة حمالة الأوجه، ما أوقف استمرارها في السباق.
منال كذلك لديها ثقافة مغلوطة، فالمرء بإمكانه الجهر برأي أحادي النظرة متشدد إلى حدّ ما، ثم ينفض كل هذا ويلقي به من وراء ظهره، ويقرر أن يغدو تحت الأضواء.
هكذا واقعة ثقافية كشفت خللاً ما بعده خلل في الصورة الذهنية التي نحيا بها ولا نرغب في مواجهتها أو التخلي عنها.