انفقتُ كل شيء
أقول للحسون الذي جاء يقاسمني شرود الليل
لم يبق في جعبتي سوى قصيدة سيئة
لا دسم فيها ولا وطن
منزوعة النايات و خصر الصبايا
فاقدة لمجاز الشجر و الوتر
أصابعي مخدّرة
شفاهي جائعة
و الصدى رحيل الطلل
لا ليل في ليلي أيها الحسون
درج العتمة شاهق
و الأسرار عالية
لم يبق في جعبتي شيء أيها الحسون
ولا نية للنجاة
النجاة عودة لسالف ذات الاحتمال
و ذات الوقوف على رأس الحدث
عودة لذات الصدع في جسد الكمان
و ارتعاش النغمة في نوتة المساء
ذات الصخب في مدن العوز البري و البحري
وذات المراكب المراهنة على الريح
عودة لارتكاب الكلام في الفراغ
و تعذيب بدن القصيدة
إن شئت أيها الحسون
تعال
دعك من الليل
علمني غناءك
و أعلمك بهاء الفراغ و البكاء و الشجن
