ليس مهما أن نفقر ونجوع فأن مع العسر يسرا . وهذه سنن حياتية ، وبقاء الحال من المحال.
لا يهم أن تعيش في عشة ، أو خرابة ، فلا محالة إن حياتك ستتغير من حال إلى حال .
لا يهم أن تستدين ، فغدا يغنيك ربك ..
لا يهم أن يموت الناس من الجوع ، فهي سوف تعلم من بقي حيا أن أرض الله وسعة .
ولكن حين تسقط القيم فلا محالة إنها الهاوية حقا .
حين يتعالى الابن على أبيه لأنه أصبح ذا مال ، أو ذا منصب ، وجاه ، فهي الطامة ، فتراه يأخذ مقام أبيه حتى في الجلسة ، ويطلق عنان طيشه وبهرجته ، فتراه يأمر أبيه أن يناوله شيئا كان بالأجدار أن يقوم هو بأخذه ، وتراه يسكت أباه ، ومن هو أكبر منه سنا ظانا أن الحياة قد أودعت فيه عصا الجاه والحكم ….
من يعيد قيمنا المهدرة ؟
ترى في الشارع رجلا كبيرا ويحين يقف الباص لا ينزل من هو صغير كي يركب هذا الأب والرجل الكبير ، بل يحشو نفسه في مؤخرت الحافلة ويظل الشاب واقفا يتأمله ويركب هو في مكان مريح .
ترى الأستاذ يضرب في ساحة المدرسة فلا تتغير معالم الحياة من أجل شرف المعلم ..كأن الفعل مبن للمجهول فيظل الطالب في صفه ، والمدير في إدارته ، والوزير في وزارته ، وكأن ذلك الفعل فعل عدمي غير موجود ، ولم يحدث !
تصاب الحياة بالعمى ولا نقيم لذلك وزنا !
من يعيد القيم في كل شيء ؟
في حفلة الأعراس المزيفة …
والعزاء المترف في قاعة مترفة !
من يعيد قيم المثقف ؟
الذي يقفز من مائدة حزب وثورة ، ويحرق كل كتبه القديمة …انظر حولك فقبل أعوام كانوا هنالك ، وصاروا هناك واليوم هنا يقدمون ولاءهم لصاحب الكرسي الجديد !
من يعيد للشارع ، والمتنفس والبحر طهارة المكان ، وأنفس الناس صارت مجمع قيح .
من يعيد قيم الاحترام والاختلاف ، والتسامح ، والاعتذار ؟!
أرأيتهم أنسان يعتذر اليوم بحب وصفاء ومودة ، دعك من قاتل رأى مشانق الموت فقدم اعتذارا سمجا .