مَن يشترينا وكم يدفع!.. وكل القلوب أرضٌ كاسدة.
وتبًا لها؛ بسهولها وجبالها ومقابرها وطيورها الكاسرة، بكل ما فيها من ماء تعاني الجفاف، بكل ما فيها من حياة تعاني الموت… أمومتها قتلت طفولتها، وطفولتها ذبحت أمومتها.
حبالكم سِريّة لم تقطعها القابلة، ملطخين بها وما زالت تغسل خلاصكم.
لم تنصف أولادها، لم ينصفونها؛ تمامًا كالماء كالنّار كالسحاب كالرماد كالدمار.. كلما اخضرت وأثمرت في مواسمها، خلعت جدورًا وغرست الغرباء في طينها، كالصحراء القاحلة بين هضابٍ ورقابٍ فجرت عيوننا بخصوبتها.
أليست أمًّا لنا جميعًا!
ألسنا امتدادها ومِدادها، فلذاتها، وبذورها؟
أليس برّها فريضة، ومتى ستصبح بنا رحيمة؟
يا ظالمة، اخلعي قلبك وابتلعينا.