وجه أُمي في المرآة/ بقلم:سعيد العكيشي(اليمن)

في طفولتي كانت أُمي
تَعجِن سنابل الدُّعاء بدُموعِها
وتخبِّزها في السماء أنتظر أنتظر…
وحينما لا تتساقط أرغفة،
أنام بدون عشاء،

صوت أمي قاهر الجوع،
دموع أمي هازم الألم،
نظرات أمي تمسك الآمال من
شَعرها وتضعها في قفص اليقين،

أُمي كل الاتجاهات،
كل الطرق المؤدية إلي الأمان،

تساقطت سنوات التَّشرد من
جيب الوقت واستَّقرت في
جُب النسيان،
أطعمتُ الريح رماد احتراق
براءة طُفولتي،

وقبل أن أمسح دموع أمي
بمنديل قلبي،
فاجأني صباح لا رضاب فيه
صباح تنفس بموت أمي
تسلَّقت جُدران العُزلة
التي شعرت بها،
مشَّطت جثة أمي الميِّتة
بنظرات الحزن،
مشَّطت الحياة القصيرة
بأقدام الحنين،

منذ ماتت أمي، امتلأ جسدي
بفراغ مُوحش،
بصهيل حسرة تخرج من أعماق
الروح،
لم أعد أنتظر
نبوءة السماء بالأرغفة
انفراط مسبحة الحظ السعيد
بين كفتيَّ الشاحبتين،

فراغ لا أحد شغله
لا الزوجة،
لا الأبناء،
لا البنات،
وحده الحزن من يشغل هذا الفراغ،
كلما وضعت وجهي أمام المرآة
أري وجه أمي فأجهش بالبكاء.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!