أنـفـاس الشـعـر/شعـر:عبد الصمد الصغير

لِمَنْ أَشْكُو وَقَدْ قَلَّ الصِّحابُ؟ —

أَيا صَحْبي !.. وَقَدْ قَلَّ الصِّحابُ
لِمَنْ أَشْكُو الْجَفا ؟ لِمَنِ الْعِتابُ؟

كَأَنَّ الْأَرْضَ تَحْتَ الشَّمْسِ تَغْلي
وَهذا الْأُفْقُ لَيْسَ بِهِ سَحابُ

كَأَنَّ اللّيْلَةَ الظَّلْماءَ … عُمْرٌ
وَلَيْسَ لَها مِنَ الصُّبْحِ اقْتِرابُ

أُكَلِّمُها وَحيداً … دُونَ حُلْمي
كَراحِلَةٍ …. يُراوِدُها الْإِيابُ

فُؤادي … فارِغٌ مِنّي وَ مِنْكُمْ
وَ نَبْضُ دَمي يُساوِرُهُ ارْتِيابُ

فَصارَ مُرَوَّعَ النَّبَضاتِ قَلْبي
وَ دَمْعي ، في مَآقيكُمْ يُذابُ

بِدَمْعِ الْعَيْنِ أَغسِلُ ما تَبَقّى
مِنَ الْكَلِماتِ ، يَكْتُبُها الْخُضابُ

فَفي الْأَسْحارِ تَنْكَشِفُ اللَّيالي
وَ بالْأْنْوارِ ، يَغْتْسِلُ الضَّبابُ

أَعادَتْني إِلى السّاحاتِ حَرْبٌ
بِلا نَصْرٍ ، وَ لا فيها انْسِحابُ

وَ هَزَّتْني عَلى الْأَهْواءِ ريحٌ
إِلى حُلْمٍ ، وَحَلَّقَ بي سَرابُ

فَباتَ الْعَزْمُ يَدْفَعُني لِحَتْفي
وَ مَوْعِدُهُ … فِراقٌ فَاغْتِرابُ

وَدِدْنا …. لَوْ يُعَلِّمُنا زَمانٌ
بِأَنّا عِبْرَةٌ ….. فينا الْكِتابُ

يُرينا كَيْفَ يَصْفو النّاسُ حُبَّاً
وَ كَيْفَ يُغادِرُ الْقَلْبَ اكْتِئابُ

وَ كَيُفَ الرُّوحُ يَحْرُسُها نَقاءٌ
وَإِنْ هَرَبَتْ سَيُرْجِعُها اسْتِثابُ

فَما هِيَ ، غَيْرُ عابِرةٍ لِأُُخْرى
وَ إِلّا هَبَّةٌ …. ثُمَّ انْسِحابُ

تَطيرُ كَغَيْمَةٍ ، أَخْفَتْ نُجُوماً
لِأَطْمارِ التُّرابِ ، بِها انْجِذابُ

تَهادَتْ رَجَّةٌ … حتّى تَبَدَّتْ
مَلامِحُها إِذا انْكَشَفَ الْحِجابُ

فَعادَ الظَّنُّ … مُنْدَفِعاً إِلَيْنا
وَ فيهِ النّاسُ شَكٌّ وَ ارْتِيابُ

وَقَفْتُ بِعِبْرَةٍ … أَبْكي عَلَيْها
كَما الْوَجْدُ الْقَديمُ فَلا يُصابُ

وَسِرْتُ بِحَيْرَتي تُؤْوي سُؤالاً
لِمَنْ أَشْكُو ؟ وَقَدْ قَلَّ الصِّحابُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!