مِنْ خَلْفِ صَمْتِكَ وَالغِيابِ تَهْتُ بِكْ
يا مَنْ بِحُسْنِكَ قَدْ غَفَا قَلْبِي وِلكْ
أَتْلُو حَنِينِي وَالحَنِينُ رَسَائِلِي
وَيَفِيضُ دَمْعِي كُلَّمَا خَطْوِي سَلَكْ
قَلْبِي تَمَزَّقَ فِي هَوَاكَ وَأَدْمُعِي
تَجْرِي إِلَيْكَ، فَهَلْ لِوَجْدَانِي فَلَكْ؟
طِفْلُ الْهَوَى فِي خَافِقِي مُتَرَنِّحٌ
يَبْكِي، وَأَنْتَ لِنَبْضِهِ وَجْهُ السَّلَكْ
مَا لِي سِوَاكَ، وَلَيْسَ فِي عِشْقِي خَطَا
إِلَّا اخْتِيَارِي فِيكَ أَنْ أَحْيَا الْمَلَكْ
رُوحِي، كَلِمَاتِي، لَهْفَتِي، أَنْفَاسِيَ
كُتِبَتْ إِلَيْكَ، وَكُلُّهَا فِيكَ تُفَكْ
لَوْ يَعْلَمُ الْعُشَّاقُ مَا قَدْ عِشْتُهُ
لَارْتَدَّ عَنْ دَرْبِ الْهَوَى نِصْفُ الْفِكْ
أَنَا لَا أُزَيِّفُ فِي هَوَاكَ مَشَاعِرِي
لَكِنَّ قَلْبِي يَا حَبِيبِي قَدْ هَلَكْ
قَدْ قُلْتُ إِنِّي فِيكَ أَكْتُبُ فَرْحَتِي
لَكِنَّ حَرْفِي فِي مَحَبَّتِكَ سَلَكْ
كَفُّكَ تَسْقِينِي السُّكُونَ وَرِقَّةً
وَعُيُونُكَ الْخَضْرَاءُ أَبْهَتْ مَنْ سَبَكْ
هَلْ لِلْمُتَيَّمِ أَنْ يَنَامَ وَمَنْ يَهُوَى
يَسْكُنْ خَيَالَ اللَّيْلِ؟ يَصْحُو إِذْ هَلَكْ؟
قُمْ فَاسْقِنِي مِنْ نَبْعِ عَيْنِكَ نَظْرَةً
تَشْفِي جُرُوحِي، لَا تُرَاوِغْ أَوْ تَهَكْ