حُصْنُ حَبٍ عانق البدرين حُبّا
قد سَمَا في غايةِ البُعْدَينِ قُرْبَا
أكتسا في صيفِنا زهراً وعُشبا
مِنْ سحابٍ أغدقت في الحُصن تُربا
بُنِيَتْ مِن حولهِ الأسوارَ حِرْصَاً
واختفى في جوفهِ عصفاً وحَبّا
في حنايا الحُصْنِ دَرْبٌ مِن قديمٍ
يجمعُ الزوّارَ بالترحاب رَحْبَا
أغنياتٌ ترتقي صوتاً ولحناً
عانقتْ في عيدنا بَعْدَانُ إبّا
حُصْنُ حَبٍ يعتلي شُهباً ونجما
كم نلاقي في رِحَابِ الدّرْبِ دَرْبَا
حُصْنُ حَبٍ يجعلُ الألبابَ تغوى
مِنْ جمالٍ يحتوي غيماً وسُحْبَا
مِنْ قديمٍ كان للأبطالِ دِرْعَاً
في حُروبٍ قد قضى الأعداءُ نَحْبَا
قد يُبَاهِي حُصْنُنَا بالنّصْرِ يَوْمَاً
اعتلى في أرضِنا مَجْدَاً ورُتْبَا
يا جَمَالَ السّورِ في أعلاهُ تاجَاً
لا ولم أشكُ لبحرِ الشِعْرِ كَرْبَا