بالشورتِ المقامٍ أقف/بقلم:حيدر غراس (العراق)

بالشورتِ المقلَّمِ أقفُ
على المنصةِ احتسي ماتبقّى من ثرثراتِ المقاعدَ بعدما غادرَها الروادُ
شوزي الرياضي لم يشفعْ لي باللحاقِ بالسبقِ حيث شَعرُ القصائدَ المنكوشِ من بقايا وخزِ دبابيسَ الوسائدَ الباردةِ
بين خطين لجملةٍ لم تكنْ اعتراضيةً اتمدَّدُ بطولي كسكَّةٍ لقطاراٍ لا تُتقنُ فنَّ الطيرانِ
الطيرانُ ساحةٌ لمدينةٍ لا تفقهُ من الأجنحةِ إلا ريشَ الدجاجِ
كعادةٍ سيئةٍ أمارسُها أقضمُ السمكةَ من ذيلِها طمعاً ب(حتى) التي أعيت أصابعَ سيبويه
…. ٢

ﺍﻟﻤﺪُّ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪُ ﻣﻦ ﻓﻢِ ﺍﻟﻨﻬﺮِ، يلامس ُشفتي الضفافِ
يتركُ آثارَ قبلاتِه بعد كلِّ جزرٍ
ﻳﻤﻮﺝُ ﺍﻟﺼﻮﺕُ ﺑﺼﺨﺐِ ﺍﻟﺒﺎﻋﺔِ
عرباتُ الموسيقى تراقصُها الأسماكُ بكفِّ الصيادِ، تمتزجُ بأبواقِ السياراتِ
ﺍﻟعمرُ ﺍﻟهاربُ ﻟﻠعتمةِ، يغتسلُ بتذكارِ الماضي
يتباكى لشاعرٍ ماتَ
…. ٣
ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺴﻴﻦَ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀِ قالت أمي:
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺃﻛﻮﺍﺧِﻨﺎ ﺣﻄﺐٌ
ﻳﻜﻔﻲ لنطعمَ ﻓﻢَ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭِ
غرقتْ قُرانا
ﺗﺮﻛﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﺍﺋﻦَ ﻫﺰيلةٍ يُباعُ فيها الخبزُ بأكياسٍ
ﻭﺣﻴﺚ ﺧﻤﺴﻴﻦَ ﻣﻦ ﻫﺬﺍﺍﻟﻤﺎﺀِ، ما عدنا بحاجةٍ للحطبِ
ﻠﻴﺲ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﺭﻧﺎ ﺗﻨﻮﺭٌ ﻣﺴﺠﻮﺭٌ ..
ﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻭ أﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀِ ..
ﻫﻞ ﺳﻨﺠﺪُ ﻣﺎﺀً ﻭﻟﻮ ﻗُﺮاحاً
ﻟﺘﻐﺴﻴﻞِ ﺃﻻﻣﻮﺍﺕِ … ؟
….. ٤
ﻣﺮﺓً ﺣﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔَ يتساقطُ شعرُ رأسِها، تمشي فارعةً على جرفِ النهرِ
ﺗﻮﻟﺞُ ﺑﺎﺏَ ﻃﻮﺍﺭﺉَ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐَ
ﺗﺒﺤﺚُ ﻋﻦ ﺷﺮﺑﺔِ ﺩﻭﺍﺀٍ
ﻳُﺴﻘﻴﻬﺎ إﻳﺎها ﻃﺒﻴﺐُ ﺍﻟﺨﻔﺮِ،
ﺗﻤﺪُّ ﺍﻟﻴﻪِ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﺘﺤﻴﺎﺀِ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞِ
ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻧﻔﺾَّ ﻣﻮﺳﻢُ ﻗﻄﺎﻑِ ﺍﻟﺘﻤﺮ
ﺻﺤﻮﺕُ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻲ
ﺗﺤﺴﺴﺖُ ﺭﺃﺳﻲ ..
ﺣﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳُﻐﻄﻴﻪ ﺍﻟﺸِﻌﺮ !!
.
.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!