يجلس في ركنه المعتاد، في شارع لم يبقَ فيه إلا قطع زجاجية تملأ أرصفته.
تلك البناية التي أمامه هي أيضًا متناثرة أحجارها، كروحه التي تناثرت بسبب القصف الذي تعرضت له المدينة في الأيام السابقة.
مررت من أمامه بوجه شاحب، حزين، فقال لي: “لا تخافي يا ابنتي، ما زالت مدينتنا زاهية وجميلة، وكل هذا الخراب ما هو إلا كالشوك الذي يكون حول الوردة”..
وردة تحيطها الأشواك، مدينة حالمة تحيطها الفتن!
يبقى الورد وردًا وإن ذبل، وتبقى تعز حالمة شامخة رغم أنف الحاقد المتكبر..