لا يملك خريطة
ولا يقرأ الوقت
يمشي بثوبه المبلل من الانتظار
ويضع في جيبه نواة الضوء
يهمس للريح أن تتمهل
فللقلب نبض لم يكتمل بعد
وللخطوةِ عذرٍ قديمٍ لا يزال يتعكزُ على الغيم
الصبر
امرأةٌ عرجاء
تخبئُ في صدرها مقعدٍ فارغٍ لغائب
وتنسجُ من الوجعِ ستائرٍ شفافة
كي لا يراها اليأس
تغسل حنجرتها كل صباح بندبة جديدة
وتغني
ليس لأن الأغنية تسر
بل لأن الصمت أكثر قسوة
الأمل
رجلٌ اعمى
يرى بالنية
ويشير إلى الحافة كأنها بداية
يبتسمُ حين تنكسرُ الأشياء
لأنه يؤمن أن الشرخ منفذ للضوء
ولا يخشى الظلمة
فهو الوحيد الذي تربى في العتمة دون أن يكرهها
يلتقيانِ كل ليلةِ عند مفترق العجز
يجمعان فتات النهار
ويخبئانه تحت الوسادة
يصنعان من هشيمِ الأمسِ مقعدٍ لصباحٍ لم يولد
يرتبان الغيم كأن السماء تعتذر
ويعلقان الحلم على حبل الغسيل
عله يجف من ارتعاشه
لا الصبر يفنى
ولا الأمل يشيب
هما وجهان لحكاية واحدة
تبدأ بالخذلان
وتنتهي بما لم نتوقع أن نحتمله