عَرّافَةٌ…
تَغفُو على وترِ البنفسجِ
كي تُفسِّرَ وجْهَ هذا الصيفِ
حينَ تأخَّرَتْ شمسُ الجبينْ
ومَضَتْ
تَعافُ مِدادَها،
وتَمُدُّ مِنْ فَوْضى الكَلامِ
قَميصَ نَشْرَتِها على سُحُبِ السِّنينْ.
تأوي إلى لَحنِ الرذاذِ،
فتُربكُ النُدَماءَ,
والرملَ المعطَّرَ بالحنينْ
تَسقي الجهاتِ رمادها
وترشُّ في حجرِ السؤالِ
وردةً كانتْ تُشارفُ أن تَبِينْ
لا تسأليني عن –هواكِ–…
فَكُلُّ ما في الوَجهِ مِن طِينٍ،
بَصَمَتْهُ يَدُ الغِيابْ…
فإذا مشيتِ،
ترقصُ الأبوابُ تحتكِ
ثم يُطفَئُ بابُها
قبلَ الجوابْ
تمشي،
وأرسمُ ظلَّها
أُنصِتُ للزُجاجِ إذا تأنَّى،
ثم أخلطُ ياسمينَ الصوتِ
باللَّبَنِ المُذابْ
وأقولُ:
“ها هي قد أتتْ…”
فتعودُ مِثلَ غَمامةٍ
تترنّحُ التعبيرَ في لُغَة البُعادْ.
وتلوحُ – أعرفُها –
كأنَّ الغيمَ أَخفَى هيئةً
عن كُلّ تَعريفٍ قديمْ
لكنّها تبني الجهاتِ على حكاياتِ
الدُّفوفِ
متى تَنامُ،
ومتى تُقيمْ…
عَرّافَةٌ من شَوْكِ ذاكرةِ البنفسجِ،
كُلَّما نادتْ عليّ
أزهَرَ فيّ لونْ
وكُلَّما انسكبَ المساءُ
على يديها،
خُضْتُ ما لم يخضْهُ العاشقونْ
وركضتُ نحو هشاشةِ اللُّغَة
المداريةِ،
باحثًا عن جُملةٍ تُرضي
البنفسجْ…
فاستراحتْ منِّي الحروفُ
ولم تقلْ شيئًا،
وقامتْ،
وهي تهمسُ:
“كُنْ لي احلى لونْ”.