لاحاجة لي بـ (بوصلة)*
*في زمكنة المتاهات..*
لكني كلما حاولت قراءة وطن انهكتهُ عواءات التائهين:
تخونني ذاكرة الغياب..
وتخذلني النظارات الشمسية،
ودوران الكراسي القمعية،
وتراجع المؤشر،
وصقيع المساء العبثي،
وضجيج المفسبكين والواتسابيين في أروقةٍ ثلجية بحتة.
*لاحاجة لي بـ(مكوك) فضائي*
*في زمكنة الجاذبية السماوية*..
لكني كلما حاولت التحليق في أفقٍ يعرج بي صوب الغيوم:
تزحلقني تعثرات المارة..
وجمود الأصابع المتفرقعة في الهواء..
وشتات الأطفال المترامين في الطرقات..
وشيخوخة الليل المتمترس مطاراتنا القديمة.
*لاحاجة لي ب(مترجم)*
*في هوسية الزمن الإفتراضي*
لكني لاأستطيع ترجمة مكنون معظم أصدقائي في فوضوية هذا الفضاء اللانهائي،
غير أن أحدهم يهمس في أذني:
*”كن قوياً ولاتأبه لمن يرحل، فواحد صادق في حبه خيرٌ لك من ألف افتراضيين”*
فأعود إلى نفسي من جديد:
أرثي القباب المهجورة..
وأتعبد في محراب الصمت..
وأبحث في أحشاء السديم
عن طفلٍ لم يأت بعد:
في إطلالته تباشير السماء،
وانسكابات الغدير،
وتلويحة الفجر البعيد،
وسجع الأغاني على أجنحة الفراشات.