مِنْ أين يَجِيءُ الصّوْتُ ؟
من أين يَجيءُ الصّوتُ ،
و الشّوَارِع ُمقْفرَة
والأبْوَابُ مُقْفلَة ؟
مَا مِنْ أَحَد ،
لقَدْ فرُّوا جَمِيعًا .
لاَ مَطرَ …
وَ لاَ سَمَاءَ تُبشّرُ بالهديلِ
و الصّوتُ يُمْعِنُ فِي الاٍقْترَابِ
رَفْرَفَة أجْنحَة ؟
أم وقْعُ أقْدَامٍ عَلَى الاٍسْفلتِ المُلُتهِبِ ؟
يُحْدِثُ اٍهْتِزَازًا..
تَأْخُذُنِي اٍرْتجَافة المَكانِ ….
لنْ أبْرَحَ المَكَانَ !
سأنتظرُ صَامِتة …
كيْ لاَ أُجَفِّلَ الطّيْرَ.
أدْرِكُهُ… أوْ يُدركُني …
في حضرةِ هذا الفراغِ الأخرسِ …………..
ها أنا أنشطرُ !
يٌباغتني انقسامُ نفسي عن نفسي
النّظر ثابت
على مرآة الروح .
أطوفُ حول نِصْفي ..
ونصفي يُطوِّقُهُ رجْعُ الصَوْتِ ..
سَأجْعلُ مِنْ أنفَاسِي مَعَاوِلَ ،
تَشُقُّ قلْبَ الصّخْرِ .
و سأغْرسُ نفسِي فِي شِرْيَانِ المدينةِ المُقْفرَة ،
قُبالة تلك الأبْوَاب الموصَدة ،
كَشجَرة ٍ،
وَارِفَةَ الظِلِّ ،
مُشْبعةَ الخُصوبة ،
سَاكِنة كليْلةٍ هَادِئةٍ..
وَلْيكُنْ كَتِفي غُصْنًا ،
مَرْسَى سَلاَم ٍ،
لهذا الطّيْر القَريب منّيِ ،
السَّاكن فيّ …