عند التقاء السماء بالأرض
وفي اللحظة التي أنجباني لحما ودما وخنادق
شعرت بالوحدة
فنبت -من ضلعي الأعوج -الليل
لأسكن إليه..
يرقص لي حين أغني
ويغني لي حين أبكي
ويبكي لي حين أنسجني قضايا
يشمتني حين أعطس
يناولني كأس المحبة المسكرة
ويغمس معي جبن البؤس القديم
يعزف معي نوتات الكواكب
ويعد على أصابعي النجوم
يغطي عري وحدتي بجلده المرقط
ويرضع صغار أفكاري بحليبه الأسود
يلاعبني الاستغماية
ونحجل أنا وهو فوق أسلاك الكهرباء
فتشتعل المصابيح النائمة
نتفرج على الرسوم الكرتونية التي مثّلها البشر..
قبل ملايين السنين..
مستمتعين بمقرمشات الجرح المملحة..
والضحك يشق خَدينا فيلضمنا سويّا!
يطبطب على رأسي
وأغسل له قلبه بالليمون..حتى يتنطط كفراشة ضالة
ثم يضع رأسه على حجري
لأحكي له حكايةً مُخيفة عن النهار!!