أخر الحب / بقلم : شربل السالم

الساعةُ الآن تُشير إلى غيابك

فكل العقارب سقطت

و ضاع الزمن .

أما الأشياء فتبدو صامتة  ..

كأنها تنتظرُ كلمة ” كُنَّا “

لتخلق عالما” من العذاب و الألم ..

كانت اللحظة الأخيرة تتجنبُ العتبة

تسرعُ ،تتوقف ، و تنظرُ الى الخلف

كانت تتخذُ في حركتها صورا” عديدةً

كأنها تقدمُ لنا مسرحية

و كل المشاهد سقوط .

كانت الكلمات تُخفي إفلاسها

باستعارة قضايا قديمة

حسبناها قد حُسمت منذ زمن

فتبعثرت كل محاولات النهوض .

ثم تبين أن هذه المسرحية

لم تكن تشكلُ سوى جزء ضئيل

من نتاج هذه اللحظة

لذلك كان لا بُد لي أن أتريث قليلا”

و أتأمل حجرا” مغطى بالعليق

حتى أهب جسما” لهذه الأفكار الجديدة

التي تُلهمني إياها .

دعونا الآن نبحث عن آخر أثر

أحدثهُ كائنٌ أنثويٌ في داخلي ..

و نكون شهودا” على الماضي .

هاهو يتراءى أمام ناظري ..

يسند رأسه على يده و الحياة التي فقدها

لا تساوي عندهُ شيئا” .

أتأملُ هذا الأثر الضخم ….

أيُ ثمارٍ نجنيها من حقول الحب ؟!

ما هذا المكان الذي تتعانق فيه الظلال مع الحياة

فيصير كلُ شيءٍ فيهِ شبحا” ..

و يرغمنا على النظر إلى أعماق الهاوية .

لا أثر لقدمي فوق طرقاتك ..

فهي غيرُ جديرةٍ بها ..

و أنتِ لم تعودي ماثلةً هناك كيما تستقبليني ..

لم أتعلم كيف أروضُ قلبي ..

و الآن أصبحت هذه اللحظة متأخرة …

بقي لي القليل من القدرة على الإحتمال ..

سأغذيها بفاكهة مرة دون إتهام القدر .

لقد أفرغتُ كأس الحب سريعا”

ظناً مني أنه ينبوعا” خالدا”

ينبثقُ من أرضٍ مقدسة .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!