منفى آخر.. / بقلم : أحمد رافع

أحوكُ من المنفى منفى آخر
_____________________ إلى إبراهيم الخياط

I

لم تمر سلال الورد للمرضى
لم تنهض موسيقى الموج الرخيمة
لم يشاهد التراب مصباحي الأعمى
كلما حدثت دفء التراب
تترجرج بين روابي المعنى قصيدة عظمية
أهكذا تطحن السنين ظهر الفلاح ؟
ويترك آلاف السنابل
في قيد الطيور
أهكذا تدور في المصرع ؟
( عشرون عاما وأنتَ تدور)
وتدفعُ الأقدام الى دهليزٍ مغلق

II

في الغروب الكمثري
في النافذة المجلية بدمِ الرحيل
في الغيمة الفارغة
في الساحل المجبول بدموع الغرقى
أحوك من المنفى منفى آخر
واقطف من قميصك قوس قزح مدمّى
علّني أجد
ما تبقى من اشلاء الضوء أغنيتي
لم أكُ أعرف أن الطريق انطوى
وإن البرتقال نأى بين فكيّ القدر

III

في خطى الذكرى أراوغُ
مثلما لاعبٍ مُعاق
حاملاً حفنة من رماد الارجوحة
يهز الليل خفة الوجد
وينوخ ثقل السواد تحت الجفن
ولست أعي
إن ما وطئ على السكة
لن يعود ، لن يعود ، لن يعود
لطالما مخالب الريح تنهشُ وجه الوردة
وإن النداءَ للعودة موت آخر
وإن الحقيبةَ صنعت أجنحة طويلة
طـــــــــــــــــــــويــــــلـة
للحدِ الذي تحفر
صمت الوجه بخفقتها

IV
إيه والدمعُ
يتلصص من تهشم النافذة
كي يغرق عربتي
عربتي الواقفة تترقب وحشية الصخرة
أن تفلت عجلاتها
لئلا تنزلقُ من منحدرٍ حادٍ
ولستُ أقوى على السقوط
الســــقــــــوط
يحتكُ في رخاوةِ الوتد
فأنا على مرتفعٍ منفوخ بلوعة الغياب
والحقلُ المصعوق بخشبِ التابوت
يردُ تياره اليائس في وجهي

_____________________

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!