لو كنت عطرًا ..
لأخمدتُ رائحة الأحلامِ المحترقة على أعتاب العمر ، أرشُّ رذاذ الأمنيات ليتنفّسَ القلبُ هواء الأمل ..
لتركتُ في دروب الشوق ذكريات أوّل عناق ، ترسمُ على الشفاه المتحجّرة ابتسامةً لم تنهكها المسافات ..
لحضنتُ الرّبيع كلّما بهتت اللهفةُ ، أتمرّغُ بنداه وأحملُ رحيقه هديّةً لكل حبّ شابت أيامه في محطات الانتظار ..
لحرّرتُ الوعودَ السبيّة من سراديب المنافي ، أطلقها من عتمتها لتتنشّق بملء حرّيتها عبقَ الأحبة ..
لدلّلت كلّ الورود ، أغازلُ بتلاتها الخجلى وأمسّدُ على رأس كلّ من نسيها ساقٍ لا يتقنُ لغة الوفاء ..
لقطعتُ دروبَ الراحلين ، ألملمُ بقايا ظلالهم العالقة في مدى النسيان ، أعيدهم من سفرٍ ضال يتقنُ جحودَ الاغتراب ..
لتبرّأتُ من زيفِ العَبراتِ التي يذرفُها المتلوّنون ، أبطلُ سحرَ نظراتهم الكافرة التي تندرُ عفّةً مصطنعةً تفوحُ منها سموم الخيانة ..
لو كنتُ عطرًا ، لسجدتُ لإله الياسمين ، أتركُ في محرابه حفنةً من روحي لتذكرني كلُ الصلوات ..