لصحيفة آفاق حرة
لم تعد صديقي
بقلم. د. سلطان الخضور
يتركك في عز أزماتك, ويتنحى جانبا حين يستشعر أنك في ضيق, وليس لديه استعدادا للتضحية من أجلك, لا بشيء من المال ولا بشيء من الجهد إذا اقتضت الحاجة, يبوح بإسرارك دون التفات إلى النتائج التي من الممكن أن تسبب لك توتر في العلاقات مع الآخرين .ويبذل كل جهده أن يكون هو المستفيد في جميع المواقف وفي كل الأحوال, ويريدك أن تبقي على اسمه ضمن قائمة الأصدقاء وكل ما يبتغيه أن يقضي جزءا من وقته الزائد عن الحاجة برفقتك بهدف هدر الوقت الزائد لديه .مثل هذا يجب أن يشطب وعلى عجل من قائمة الأصدقاء, ومن الأفضل حسب وجهة نظري أن تبلغه وتقول له ببساطة (لم تعد صديقي.)
دائرة الأصدقاء من الدوائر الرئيسة والمهمة, وهي من أكثر الدوائر راحة للنفس بل وتعتبر ضرورة لا يمكن الإستغناء عنها, ولا يستطيع أي منا ان يعيش حياة طبيعية دونها, بل هي حديقة ومتنفس للأصدقاء وهم يعيشون أجمل اللحظات ويقضون جزءا من الوقت ضمن هذه الدائرة .يتجاذبون أطراف الحديث, يتناقشون,ويعيشون لحظات من أجمل لحظات العمر التي ستدخل دائرة الذكريات بعد حين من الزمن, ولا أعتقد أن هناك من يستطيع العيش دون أصدقاء.
لسنا هنا بصدد الحديث عن صداقات الدول والجماعات فهذه الصداقات تفرضها الظروف أحيانا, والمصلحة المتبادلة أو المشتركة أحيانا أخرى .إنما الصداقة العادية المعروفة بين الأفراد.فليست هذه بالأمر السهل.
الصداقة التي نتحدث عنها هي تلك الناتجة عن تشابه- ولا نقول تطابق- في الفكر والرأي والعادات والانسجام المتبادل ,وقبل هذا وذاك الثقة المتبادلة, والتي لا تسلق سريعا بل تبنى على أسس صحيحة وتمر بمراحلها المختلفة حتى يصلب عودها ويشتد, عندئذ يصبح من الصعب إختراقها أو القفز عنها أو الإستغناء عنها.
أن لم تكن الصداقة مبنية على صدق المشاعر والمحبة , وحب الخير, والإحترام المتبادل ,والصدق في القول والعمل , والوفاء ,والعفو والتماس العذر حين الخطأ, والنصح المتبادل بين الطرفين لا تكون مثل هذه العلاقة بين أي شخصين قد وصلت إلى مرحلة الصداقة.
وإن لم يتصف الصديق بالصفات التي ذكرت وغيرها من الصفات الحميدة, فشطبه من قائمة الأصدقاء أمر مهم وملح.