الليل يسالني إن كنت عابرة
والحزن يأسرني كالموج يصطخب
للكحل رونقه في العين يأتلق
والحرف مشتعل للبوح يرتقب
والدمع في مقلي ينساب مندحرا
والشعر في وطني قد صار ينتحب
تمضي النوارس في صمت الدجى قبس
يغتالني هوس الاشعار ينسكب
الموت يرصدني والروح تضطرب
قد صرت مغتربا والحلم يغتصب
فوق الخمائل يسري العطر منشرحا
والدمع يهمى كموج البحر يضطرب
أنت الشعاع وأنت الحبر في قلمي
يسمو كحسنك فوق الرأس ينتصب
يا قيروان الصفا ذكراك تسعدنا
والقلب من صدرنا في حبكم يثب
أنا حياة وبحر الشعر يعرفني
ومن حروفي سيأتي عندك العجب
يا نجمة في أماسي العشق ثائرة
تميس فوق رياض الورد تقترب
يا ومضة الشعر في أهداب عاشقة
في الجفن نور سرى للقلب يستلب
قد أسرجت حرفها في الحب يرتقب
تدنو كما الغيم في الأنواء يضطرب
صدّت قوافي النوى في القلب وانتفضت
كأنها في جروح الليل تخترب
أضوع عطرا كما الأزهار تنبثق
وتنعش الروح عندي حين تغترب