كنتُ أنظر إليها متعجبة َ ، وهي مستلقية على ظهرها ، ترددُ على مسامعنا قصة زميلتها في العمل التي اختطفتْ رجلا من زوجته و أولاده ! وتُسمي ذلك قصة حب! وتصر على ذلك رغم أننا بضع نسوة كنا نتشبّثُ برأينا بأنها عملية سطو جبانة واختطاف قذر !
أما عني فقد كرهتُ ذلك الرجل بدون أن أعرفه أو أراه، وتمنيتُ من قلبي أن يموت أو تدهسه سيارة!
كان يلتقي بها، ويُواعدها، النذل الحقير كان يهاتفُ زّوجته ويطلب منها أن تكلم عاشقته، فتترجاها باكية وتقول لها : ـــ إن ارتويتِ منه اتركيه يعود لبيته وأولاده! .. إنهم خمسة… أنت امرأة وأنا زّوجة فأتمنى أن تحسي بي !
وكلما يزورها يطلبُ منها أن تكلم زّوجته، فتكرر على مسامعها باكية، أن تطلق سراحه إن هي ارتوتِ منه!… النذل كان يتلذذ بذلك البكاء ..
ولم يكمل العام دورته حتى طلق الرجل زّوجته وطردها هي وأولادها، رغم أنها استرحمته أن تكون الزّوجة الثانية، لكنه رفض بشدّة… ما أغباه ! الأكيد أنه فرط في امرأة طيبة، فاضلة لا تُعوض!
تزّوج بعاشقته، وِقيل أنه لم يفعل إلا بعد أن تورط معها…
تذكرت زّوجي … حمدت الله … بعض الرجال نعمة من عند الله …
أسرت ِ إلي إحدى المستمعات في أذني : ـــ الرجال كلهم أنذال … خمسة أطفال وتخلى عنها! أي قلب يملك ؟ .. خمسة !…
رددتُ قائلة : ـــ إني أعرف زّوجي ، لا تغريه النساء مهما كن جميلات وفاتنات …
وقلتُ في نفسي : ــ من يدري ؟ ….