التراث هو أحد مقومات الأمّة، وبيئتنا الأردنية حافلة بهذا الموروت التراثي بكل ما فيه من علم وفكر وأدب وفن ومأثورات شعبية . ويمتاز التراث الشعبي الأردني بالتعدد والتنوع على الصعيد المحلي في بادية الأردن وقراه، وامتزج مع التراث الشعبي العربي في مختلف الأقطار، في كثير من العادات والتقاليد بحكم وحدة الحياة الشعبية العربية في إطارها الاجتماعي .
وكما تناقلت الأجيال هذا التراث عن الآباء والأجداد، كذلك قام باحثون أردنيون بتدوين هذا التراث العريق في دراسات تناولت مختلف عناصره المادية وغير المادية، وأبرز هؤلاء الباحثين: روكس بن زائد العزيزي وهاني العمد وطه الهباهبة، وغيرهم ممن وثّقوا للأجيال الذاكرة الثقافية الشعبية، وأبرزوا الوجه المشرق لثقافتنا الوطنية. وقد أصدرت وزارة الثقافة مكنَز الثقافة الشعبية في خمسة مجلدات، ويشتمل على جميع عناصر التراث الشعبي في العادات والتقاليد، والغناء الشعبي والألبسة الشعبية والشعر النبطي والموسيقى وغيرها.
ويلعب الاهتمام والوعي الجماهيري الدورَ الأساسي في حماية وصون الثروة الثقافية . وقد صدرت مجموعة من التشريعات التي تحمي وتصون هذا الموروث الحضاري، الذي يمثل الهوية والاستمرارية والعراقة، ليكون هذا الإرث نهجاً اصيلاً نستنير به في دروبنا، لنواصل بعزيمة من سبقونا لترسيخ عروبتنا وانتمائنا لتلك الجذور الضاربة في عمق التاريخ، لتظل شجرة عزنا شامخة قوية تفرد أغصانها في المدى، طارحة ثمار المحبة والإخاء.
وتعلمون أن يوم 18 نيسان من كل عام هو يوم الاحتفال بيوم التراث العالمي الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في اجتماعها في باريس عام 1972. ويعمل الأردن مع كافة الشركاء الدوليين والمهتمين في الحفاظ على التراث وخاصة منظمة اليونسكو، وذلك لتحقيق الاستدامة في الحفاظ على المواقع التراثية . وما مهرجاننا هذا إلا ترجمة عملية على هذا الاهتمام بموروث يعكس أصالتنا على مدى الزمان وامتداد المكان في البوادي والأرياف بكل ما فيها من عبق الأمجاد التي اورثنا إياها الآباء والأجداد في مختلف المجالات ، لتعزيز قدرتنا على التعايش بصورة جمعية تساهم في بناء مجتمعات تحمل رسالة عراقة متجددة. ويستمر العطاء ويستمر البناء ممتداً من بادية الشام إلى حضارة الرافدين.
