أبرق الوجد حين أبصرتُ شالا
والليالي قد صيَّرتني خيالا
مقلتي جمرةٌ وأطلالُ نبضي
يا غزالًا ما عدت عذبًا زلالا
أسَّنتني الأشواقُ هل خِلتِ يومًا
أنَّ هذا المضنى سيذوي هلالا
كيف أحيا والخِلُّ مني بعيدٌ؟
والعذابات لا تُجيب السؤالا
بيننا البحرُ والهضابُ سدودًا
فرقونا الواشون خدًا وخالا
أنتِ مني ومنك صوتي وصمتي
والمعاني عن لفظنا لن تُزالا
جفَّ مائي ما عدتُ كالأمس نبعًا
والسواقي من راحتي لن تُسالا
جرَّدوني من مقلتي أين أمضي؟
لا جنوبًا أبغي ولا ذا الشمالا
أستقي من شموس ذا الوجه نوري
فالأدلا قد أورثوني الضلالا
إن صبري يزدادُ بالبعدِ حُسنا
مثلما دوحةٌ تناهت كمالا
كلما لاحت للفراقِ طيوفٌ
أشهرت حلوتي عليه الوصالا